ألمانيا: لا أدلة كافية على تورط إيران في هجمات الخليج

قضايا عربية ودولية 2019/06/17
...

الصباح / وكالات   برلين / محمد محبوب  
 
 
دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الى ضرورة توخي الدقة في التعامل مع المعلومات المتوفرة عن الهجمات التي تعرضت لها ناقلتا نفط في خليج عمان الخميس الماضي، وقال ماس قبيل اجتماع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي امس الاثنين في بروكسل: إن حكومته اطلعت على المعلومات التي قدمتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن الهجمات في خليج عمان، والتي تتهم ايران بالضلوع فيها، لكن الحكومة الألمانية ترى ان هذه المعلومات غير كافية وتقارنها مع ما توفر لديها من معلومات عبر قنواتها الخاصة،
 
وأكد ماس أهمية تجنيب المنطقة أي تصعيد ستكون له عواقب وخيمة في المنطقة.  وفي وقت سابق أعرب الوزير الألماني عن عدم قناعة بلاده بمقطع الفيديو الذي نشرته الولايات المتحدة، وقال « هذا لا يكفي لإثبات أن إيران تقف وراء الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان، واضاف ماس «نستطيع أن نفهم ما يعرض بالطبع، لكن بالنسبة لنا هذا لا يكفي لوضع تقييم نهائي.  
وكانت البحرية الأميركية قد نشرت تسجيلاً مصوراً يظهر الحرس الثوري الإيراني يزيل لغماً لم ينفجر من جانب إحدى ناقلتي نفط تعرضتا لهجمات في خليج عمان، وبعد نشر هذا الفيديو اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بتنفيذ الهجوم الذي استهدف ناقلتي النفط في بحر عُمان، وقال ترامب «ان الصور تثبت تورط ايران في هذه الهجمات». 
ومن جانبها تنفي ايران بشكل قاطع الاتهامات الأميركية بشأن الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان، وتؤكد أن على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة التخلي عن سياسة التصعيد وأن يوقفوا مساعيهم إلى إشعال حرب مدمرة في المنطقة سوف يتضرر فيها الجميع.
 
أزمة المضيق
من جانبه تعهد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بأن تضمن الولايات المتحدة حرية الملاحة عبر مضيق هرمز الحيوي، مؤكدا أن إدارة بلاده تدرس خيارات عسكرية لتحقيق هذا الهدف.
وقال بومبيو، في مقابلة أجرتها معه قناة «CBS”: إن “الولايات المتحدة تنظر في دائرة كاملة من الخيارات” في ما يخص التعامل مع قضية إيران، موضحا: “اننا مقتنعون بأننا قادرون على اتخاذ مجموعة من الإجراءات، التي يمكن أن تعيد الردع، وهو ما تكمن فيه مهمتنا”.
وتابع، ردا على سؤال توضيحي بشأن ما إذا كانت هذه الإجراءات تشمل خيارات عسكرية: “بالطبع، الرئيس يدرس كل ما يجب علينا فعله”. 
وبين بومبيو: “سنعمل على تشكيل مجموعة من الدول، التي لديها مصلحة عميقة وحيوية في إبقاء هذا المضيق مفتوحا، لكي تساعدنا في تحقيق هذا الأمر”.
وأكد وزير الخارجية الأميركي مع ذلك، أن الحديث يدور عن إجراءات عسكرية لضمان بقاء مضيق هرمز مفتوحا وليس من أجل توجيه ضربة إلى إيران، مشددا على أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سبق أن أشار بوضوح إلى أنه لا يريد حربا مع ايران.  
في المقابل أكد رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، أن بلاده ستعلن إغلاق مضيق هرمز في حال أرادت ذلك، مجددا نفي طهران التورط في الهجوم الأخير على ناقلات النفط في بحر
عمان. 
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن باقري قوله: «لا يدركون أن ايران كبيرة لدرجة أنها إذا أرادت إغلاق مضيق هرمز، فلن يستطيع شيء العبور من المضيق، لا ناقلة نفط ولا بارجة حربية.. نحن شجعان لدرجة أننا نتحمل مسؤولية أفعالنا ونصرخ بصوت عالٍ، وسنتحمل العواقب مهما كانت».
وأضاف باقري، «سنحافظ بشكل مستمر على أمن مضيق هرمز طالما لا يفتعل أحد المشاكل فيه، وسيتم تصدير نفط الآخرين عبر مضيق هرمز بأمان طالما أن نفط إيران ما زال يصدر». 
 
دعوة باباوية  
بدوره أعرب بابا الفاتيكان فرنسيس، عن قلقه إزاء تصعيد التوتر في منطقة الخليج، داعيا دول العالم إلى دعم الحوار والسلام في الشرق الأوسط.
وفي أعقاب خدمة قداس ترأسه في إحدى كنائس مدينة كاميرينو، الإيطالية قال البابا فرنسيس: «أراقب بقلق تصاعد التوتر في الخليج، أناشد الجميع استخدام أدوات الدبلوماسية لحل المشكلات المعقدة المرتبطة بالصراعات في الشرق الأوسط، وأجدد دعوتي إلى المجتمع الدولي لبذل قصارى جهده لدعم الحوار والسلام». 
 
موقف أوروبي
من جانبها دعت المفوضة العليا لشؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني،إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، على خلفية الأحداث في خليج عمان. وقالت موغيريني في تصريحات صحفية قبل اجتماعات وزراء الشؤون الخارجية للدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: «ندعو إلى تهدئة الوضع بعد الهجوم على ناقلات النفط  وعدم التصعيد في المنطقة، وعلى الجميع استخدام الحكمة في منطقة لا تحتاج إلى توترات إضافية».  
 
قوات بريطانية
في السياق نفسه اعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن نيتها إرسال 100 عسكري من قواتها البحرية للالتحاق بالقطع البحرية المرابطة في مياه الخليج.
جاء ذلك بعد أن تبنت الخارجية البريطانية الرواية الأميركية القائلة إن إيران هي التي شنت الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان يوم الخميس الماضي. 
وكانت صحيفة «التايمز» قد كتبت قبل ذلك أن بريطانيا تنوي إرسال قوات من مشاة البحرية الملكية إلى الخليج لحماية سفنها الحربية والتجارية بالمنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن 100  من مشاة البحرية من الوحدة «42 كوماندوز»، المتمركزة قرب مدينة بليموث الساحلية سيشكلون قوة تدخل سريع تحت مسمى «مجموعة المهام الخاصة 19 «، اذ ستقوم السفن التابعة لها بدوريات في المنطقة من القاعدة البحرية البريطانية الجديدة في البحرين.
وتوقعت أن مشاة البحرية الملكية سيتوجهون إلى البحرين في غضون أسابيع، وسيعملون من سفينة «كارديغان باي» المساعدة التابعة للأسطول الملكي، ويستخدمون الزوارق السريعة والمروحيات لحماية السفن البحرية الحربية والتجارية البريطانية.
وفي سياق الحديث عن الموقف البريطاني اعلنت بريطانيا انها ستبين موقفها في حال اقدمت ايران على زيادة تخصيب اليورانيوم.
 
الاتفاق النووي
في المقابل ومن جانب آخر من الصراع النووي قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن الوقت قد حان بالنسبة لأوروبا لإنقاذ الصفقة النووية الدولية مع طهران، بعد انسحاب واشنطن.
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن روحاني قوله خلال اجتماع مع سفير فرنسا الجديد لدى إيران «إنها لحظة حاسمة، ولا يزال بإمكان فرنسا العمل مع الموقعين الآخرين على الصفقة، ولعب دور تاريخي لإنقاذ الصفقة في هذا الوقت القصير للغاية»، مشددا على ان انهيار الصفقة النووية لن يكون في صالح المنطقة والعالم. 
من جانبه أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عباس كمالوندي، أن إنتاج إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب سيتجاوز 300 كيلوغرام خلال 10  أيام. 
وقال كمالوندي إنه «في حال انتهاء مهلة الستين يوما، التي تم منحها للدول الأوروبية، لتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، ستسرع طهران تخصيب اليورانيوم، بنسبة تزيد على 3.7  بالمئة، قبل نهاية شهر حزيران الحالي.
وأضاف المتحدث أن الدول الأوروبية أثبتت عجزها بعدم تطبيق الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن «المهم بالنسبة لإيران، الخطوات العملية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي»، موضحا أن الاتحاد «إما أنه لا يريد الالتزام بالاتفاق النووي، أو أنه عاجز عن ذلك نتيجة لضغوط».
وكشف كمالوندي عن أن الصين تعمل مع إيران على إعادة تصميم مفاعل «آراك» النووي، لافتا إلى أنه لا يزال هناك دور للأوروبيين في توفير قطع الغيار للمفاعل، لافتا إلى إمكانية أن تعمل إيران على تصدير «المياه الثقيلة»، وهذا الأمر لا يعتبر إخلالا بالاتفاق النووي، وفق تعبيره.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، قد أعرب الأسبوع الماضي عن قلقه إزاء تنفيذ إيران تهديدها بتسريع معدل إنتاج اليورانيوم المخصب، داعيا إلى الحوار بين إيران والقوى الكبرى لمنع طهران من استئناف تطوير برنامجها النووي.  
اما عن الموقف الاوروبي فقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية: إن برلين تحث طهران على الوفاء بالالتزامات المتفق عليها في الاتفاق النووي.
وذكرت وكالة «رويترز» أن ألمانيا تدعو إيران للالتزام بالاتفاق النووي، وذلك بعدما أعلنت إيران أنها ستتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المسموح به.   
اما عن الموقف الروسي فقد قال الكرملين: إن إيران تعد من أكثر الدول التي تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا أن الوكالة أكدت تنفيذ طهران لجميع التزاماتها حسب الاتفاق النووي.
وتعليقا على إعلان طهران أنها ستحتفظ اعتبارا من 27  الشهر الحالي بـ300 كيلوغرام من اليوارنيوم المخصب، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: إن إيران تضمن الشفافية في ما يتعلق ببرنامجها النووي، باعتراف المنظمة الدولية للطاقة الذرية.
هذا وتدعو موسكو باستمرار جميع الأطراف الدولية إلى الالتزام بالاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه سنة 2015.