رفيف الطائي.. تحليق موسيقي حالم

ثقافة 2024/08/28
...

 بغداد : رشا عباس

أثناء تغطياتنا لأنشطة دائرة الفنون الموسيقية، لفتت انتباهنا طفلة
جميلة تعزف على آلة القانون وتسرح بخيالها مع الموسيقى، وكأنها تحلق بفضاءات ملونة بأحلام تسبق عمرها، تعزف من دون مهابة من الجمهور الكبير الذي ملأ قاعة المسرح الوطني، إلى جانب موسيقيات وأساتذة، وهي أصغر عازفة في فرقة "سومريات" بقيادة المايسترو علاء مجيد.
وعندما اقتربنا من العازفة الموهوبة، رفيف للتعرف على أسرار الظهور المبكر لهذه الطفلة قالت والدتها :"منذ طفولة رفيف لاحظت ميولها إلى الفنون الجميلة، لاسيما الموسيقى فكانت ألعابها عبارة عن آلات صغيرة، لفتت نظرنا بأنها تخرج صوتاً متناسقاً من هذه الآلات، بعدها بدأت اهتم بتلك الموهبة وأحاول رؤية ما لديها من توجهات، أدخلتها مدرسة الموسيقى والباليه، بالإضافة إلى دورات تدريبية مكثفة، حتى استقرت ميولها بالعزف على آلة القانون".
رفيف كمال ناجي ذات الـ 12 عاماً أشارت إلى أنها تحلق كالفراشة عند العزف على أوتار هذه الآلة التراثية التي طالما تأثرت بها وعشقتها قائلة :"أحاول تقديم أجمل ماعندي إلى الجمهور، وأن أعطي لتلك الآلة حقها برفقة أساتذتي والمدربين، وفرقة سومريات التي أنتمي إليها، نمت بداخلي الإصرار على تقديم ماهو أفضل وايصال رسالة مفادها أن الموسيقى علاج الروح والعقل ومن دون تلك النغمات والآلات لا يستطيع الإنسان الهروب من أزماته أو ارهاصاته اليومية وهذا ما اكتشفته من خلال أعمال قدمتها برفقة الفرقة وكان الحضور كبيراً، وهم يتسابقون على حجز مقاعدهم".
وأضافت : والدتي تعمل مدرسة تربية فنية، وكانت الداعم الأول لي وهي من اكتشفت موهبتي وساعدتني في الوصول إلى عالم الموسيقى، وأنا مازلت في خطواتي الأولى.
وواصلت والدة رفيف الحديث "عشقي للموسيقى والمقامات العراقية هو من جعلني أدعم موهبة رفيف، حتى تجتاز كل العراقيل وتصل إلى ما تبغي الوصول إليه، وهذا دور الوالدين بمساعدة أبنائهم وتحقيق أحلامهم وتنمية مواهبهم، كنت مدرسة لها، قدمت النصائح والتوجيهات وساعدتها في تنفيذ أعمال كثيرة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، التي كانت بمثابة بوابة نتعرف من خلالها على المختصين لإبداء آرائهم من ناحية، ونتعلم من خلال مقاطع "اليوتيوب" كل ماهو جديد من ناحية أخرى.
لم تخل بداية رفيف من الصعوبات والمخاوف، لكن من خلال الدورات والتدريب والدعم استطاعت أن تجتاز تلك المرحلة وتتألق نجمة صغيرة يطاردها الإعلام، لرصد موهبتها وتسليط الضوء عليها كأصغر عازفة .
وأوضحت رفيف "المعزوفة عند التدريب عليها تستغرق أكثر من أسبوع، حتى احترفها بشكل كامل، فضلاً عن عشقي للقانون، تلك الآلة التراثية القديمة الذي اخترعها الفارابي والتي تتميز بأنغامها الجميلة، معبرة عن فرحتها وهي تعزف العديد من الأغاني العراقية والعربية مثل "فوك النخل، وجي مالي والي، وألف ليلة وليلة، ونسم علينا الهوا.. وغيرها.
وعن أحلامها المستقبلية بينت الطائي أنها تحلم بتطوير نفسها والتفوق بدراستها، كونها لا تتعارض مع موهبتها، فهي تدرس في مدرسة الموسيقى والباليه التي بدورها تساند الموهوب وتطور إمكانياته بجانب إيصاله إلى مستوى علمي يطمح له، متمنية أن تقدم أعمالاً تليق باسم العراق وتراثه الغنائي الغني، فهي تبحث هذه الأيام برفقة والدتها عن أعمال تراثية قديمة تعزفها بأناملها الرقيقة.