مقهى «شناشيل بغداديَّة».. استذكارُ الماضي لرواد كركوك

استراحة 2024/09/01
...

  كركوك: نهضة علي 


اختار أبو مهدي اسم (شناشيل بغدادية) للمقهى خاصته الذي يرتاده الرياضيون القدامى، ومن تركوا بصمة في تاريخ المدينة، ليستحضروا لحظات الماضي أثناء جلوسهم فيه وارتشاف الشاي والقهوة، فلم يخلُ من أجواء المقاهي البغدادية والكركوكلية في الماضي بتبادلهم الأحاديث ولعبة الدومنو وقهقهات ضحكاتهم بعد أن خط الزمن أخاديد العمر وما يحمل من فرح وحزن على محياهم، فلا الماضي يعود وبقت ذكريات التميز والإبداع واللحظات الجميلة محفورة في مخيلتهم.  

مع صوت الراديو الذي يعلو بكلمات أغنية «كلبي ركن بغداد» أكد أبو مهدي صاحب المقهى لـ «الصباح» أن المقهى البسيط الذي يمتلكه هو مكان لتبادل الذكريات والثقافة وقراءة الشعر ومعرفة ما يدور في المحيط المجتمعي لمجموعة من المثقفين والرياضيين والشخصيات المميزة في فترة الستينيات، يفتحه من السادسة صباحاً ويستمر حتى الغروب، إذ إن الكثير من كبار السن تعودوا على الاستيقاظ مبكراً، والذهاب إلى المقهى، مؤكداً أن المقهى يجمع الرواد والكبار من شخصيات المجتمع، فجعله شناشيل، ولأن الجميع يرغبون في سماع الأغاني القديمة، فإن مكبر الصوت يصدح بها على طول النهار لتكون أجواؤه ترفيهية مع الذكريات، ولم يبتعد شريط البث فيه عن أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وناظم الغزالي، وعفيفة اسكندر وغيرهم. 

 في جدران شناشيل بغدادية رصت صور لنادي كركوك قديماً وفرق شعبية وبعض الأماكن التي تعد مواقع شاخصة في المدينة، محمد نجيب لاعب كرة سلة سابق أكد لـ «الصباح» بأنه يرتاد المقهى لأنه يجمع أصدقاءه من الرياضيين، مستذكراً أيام  الشباب وهم من طوائف وقوميات كركوك تجمعهم محبة تراث بلدهم وأصالته وعمق جذور الثقافة فيه والفن والأدب والفكر، محمد غازي غريب أكد بأنه كان حارس مرمى سابقاً ومن ذكرياته مشاركته في إحدى البطولات مع فريقه في سوريا، وكانت له محطة مميزة، مبيناً أن المقهى رغم بساطته إلا أنه يعني له الكثير، إذ لا بد من أن يأتي إليه يومياً ليرى أصدقاءه المتقاعدين الذين يحتفظون بسجل ذكرياتهم وميدالياتهم وأوسمتهم وصورهم في بيوتهم.