كتب: رئيس التحرير
لم يزل مجلس النوّاب بلا رئيس، وإنْ كان عمله المعتاد يجري بانسيابيَّة تشريعاً ورقابة، وأعضاؤه يلتئمون في المواعيد المحدَّدة وفقاً لجدول أعمال مقرَّر. لكنَّ غياب الرئيس يظلّ علامة تشير إلى غياب توافقٍ عمليّ. والتوافق كما نعلم هو ركيزة العمل السياسيّ العراقيّ.
تتباين رؤى أعضاء البرلمان تبايناً كبيراً بين طرفي التفاؤل والتشاؤم بقرب التوصّل إلى انفراج في ملفِّ رئيس مجلسهم، ففي حين قال بعض النوّاب إنَّ أيّاماً قلائل تفصلنا عن حسم الأمر، أشار آخرون إلى أنَّ الخلاف الذي منع الاتفاق على اسم محدَّد لا يزال قائماً حتى اللحظة. وفي حين رأى البعض أن لا مرشّح يحظى بقبول مطلق من القوى السنيَّة، ذكر بعض آخر أنَّ هناك بالفعل خمسة أسماء مطروحة ولها مقبوليَّة، وأنَّ الرئيس المنتظر سيكون أحد هؤلاء.
جزء من الإشكال الذي طال أمده يتعلق بالنظام الداخليّ للبرلمان الذي يحدّ من تقديم أسماء جديدة للترشّح، والجزء الأوفر من المشكلة يتعلق بغياب توافق ممثلي المكوِّن السنيّ الذي منحه العرفُ السياسيّ حقَّ ترشيح الرئيس.
وبين هذا وذلك تظلّ الأمور في أفق انتظار، خاصَّة أنَّ عمل المجلس يجري بتلقائيَّة وأنْ لا جلسة قريبة تخصّ اختيار الرئيس برغم الدعوات لعقدها.
الأصوات التي تدعو إلى إبعاد ملفِّ اختيار رئيس البرلمان عن ضغوط الكتل والأحزاب، وفتح مجال الترشيح لجميع الأعضاء، قد تكون هي الأصوب لكنها حتّى الآن أصوات منفردة تكاد تضيع وسط أصوات الكتل التي تحاول الوصول إلى توافق مفقود.