كتب رئيس التحرير:
لو أنَّ أحداً قبل 10 سنوات قال إنَّ بغداد ستكون يوماً ما عاصمة للسياحة العربيَّة لما صدَّقه أحد. لأنَّ الكابوس الثقيل الذي كان يجثم على قلب العراق أوصل الجميع إلى يأس مطبق من إمكانيَّة أنْ يعود لبغداد بريق الذهب الذي يلتمع كلما ذُكر اسمها.
لكنَّ الحواضر التاريخيَّة العظيمة لا تموت، والسنوات العشر تمرّ عليها مرور لحظةٍ في عمر الأبديَّة. ولهذا فإنَّ خبر استعداد العراق لتقديم ملفِّ «بغداد عاصمة للسياحة العربيَّة» يأتي لتوكيد عظمة عاصمتنا ورفضها أنْ تموت وقدرتها على تجاوز سنوات الخراب. هذه هي المرّة الأولى التي يتمّ ترشيح مدينة عراقيَّة لفعاليَّة كهذه، وفي اليومين المقبلين ستقدّم الحكومة «ممثلة بوزارة الخارجيَّة» ملفاتها إلى مجلس وزراء السياحة العرب للبتِّ في الأمر والمصادقة عليه.
لن يكون اختيار بغداد لهذه الفعاليات أمراً اعتبارياً فحسب، بل هو يشتمل على منافع جمَّة سياسيَّة واقتصاديَّة وإعلاميَّة وثقافيَّة وقبل كلِّ شيء سياحيَّة. وستنشط قطاعات واسعة لتأدية الفعاليات المصاحبة للحدث وستكون هناك استثمارات داخليَّة وخارجيَّة وستكون للقطاع الخاصّ حصة في هذا المشروع الذي هو عنوان لعودة الروح إلى بغداد وعودة العرب إليها.
الفعاليات السياحيَّة التي نشاهدها في عواصم العرب ذات فائدة عظيمة لأنها ليست ذات طابع سياسيّ رسميّ وحسب، بل هي باب واسع لمشاركة العرب مواطنين ومثقفين ومستثمرين وتفاعلهم في ما بينهم، وهو أمر أبلغ في التأثير وإعادة الثقة بين الشعوب من المؤتمرات الرسميَّة. حين يعود العرب إلى بغداد فإنهم يعرفون أنهم عائدون إلى مدينة كانت عاصمتهم كلّهم لقرون طويلة.