كريم العراقي يحضر في ذاكرة وقصائد محبيه

ثقافة 2024/09/04
...

 بغداد: رشا عباس
 تصوير: نهاد العزاوي

استذكرت، مساء الأحد الماضي، رابطة عشاق القيصر كاظم الساهر بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب في العراق الشاعر كريم العراقي، لمناسبة مرور عام على رحيله في أجواء حزينة على قلوب محبيه وعشاقه الذين دمعت عيونهم وهم يقدمون شهاداتهم بحق فنان وأديب، أثرى مسيرته الإبداعية بالكثير من الأعمال الشعرية التي ما زالت تلقى صدى في نفوس جمهوره.
 الحفل تضمن توقيع كتاب للكاتب رحيم العراقي، وهو شقيق الشاعر الراحل، يضم مجموعة مختارة من قصائده، فضلاً عن ذكرياته وأيام طفولته والشباب، إذ أشار العراقي إلى أن الحزن يتجدد بداخله، كلما رأى أصدقاءه، يسترجع ذكرياته مع نهر من أنهار العراق المتدفق بالحنان والعطف عليه وعلى جميع من
يعرفه.
وأوضح العراقي أن الكتاب فيه الكثير من الحقائق المهمة عن حياة الشاعر الراحل، بما فيها اسمه الثلاثي الحقيقي كريم كاصد حميد المولود عام 1953 في بيت طيني بمنطقة الشاكرية، حيث اضطر والده كاصد حميد للعمل بجنسية ابن عمه وزوج أخته عودة العيبي، فضلاً عن شواهد تجمعه مع شقيقه منذ طفولته ولغاية عام 1980، مؤكداً عمق الوشائج التي تربطه بالناس والوطن التي تجسدت بالكثير من كتاباته منذ بدايته أول قصيدة "ياخالة يالخياطة".

بصمة عراقيَّة
عمر السراي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين أشار إلى أن الشاعر كريم العراقي يمثل بصمة عراقية بامتياز فهو حامل لقب الوطن في ثنايا لغته، والنجم الذي رحل عن سماء عزيزة علينا، فالأدب سمعة وراية خفاقة تصل إلى الجميع، فقد استطاع الباقي في القلوب كريم أن يحمل هذه السمعة، فمثل تلك الأمسيات تكسب الوطن وفاء منقطع النظير، فالشاعر الراحل باقي في قلوبنا عن طريق الأغاني التي غنيت من أشعاره وقصائده، ليشاطره الحزن المطرب قاسم إسماعيل، ويؤكد أن كريماً  لم يرحل فهو في ضمائرنا حين نسمع أعماله بأصوات المطربين، فقد أثرى الساحة الأدبية العراقية بالقصائد، لذا لا تصفه الكلمات، قائلاً لأسرته :"لكم أن تفخروا دائماً بأن كريماً اسمه خالد بين المثقفين والفنانين العراقيين".

إرث ثقافي
لم يكتف الشعراء والأدباء بالحديث عن الشاعر الراحل، بل كان هناك من شارك في إعداد وإخراج أفلام وثائقية قصيرة تتضمن أبرز اللقاءات التلفزيونية للشاعر الراحل وأبياتاً شعرية بصوته، فضلاً عن قصائده التي تغنت بالأم والأب والوطن والفقراء، وكانت تلك الفقرة مميزة بالنسبة للجمهور، فقد طلب أكثرهم إعادة تلك الأبيات لرؤية نجمهم المفضل وكأنه حي يرزق بينهم، الشاعر ضرغام أحمد ابن شقيقة الراحل والذي وجه أربع رسائل إلى خاله، يرثي بها ويتحسر لو أنه بيننا ويرى ما كتبه، فهو كان مشجعه ومعلمه، زرع بداخله حب الوطن والشعر وترك له إرثاً ثقافياً يفخر به أمام زملائه.
ضرغام خلال حفل الاستذكار أثنى على القائمين والحضور لوفائهم الجميل للشاعر الراحل، فهو لم يكن فقيد العائلة فحسب، إنما فقيد الإبداع والفن وهناك من يشاطرهم الأحزان ويترقب الذكرى ويحفظ تاريخ الوفاة، كي يجدد في تلك المناسبة موقفاً نبيلاً لشاعر قدم الكثير للوطن.
من جانبه، استعرض جاسم محمد فياض صديق طفولة الشاعر الراحل بعضاً من ذكريات جمعته مع كريم منذ الطفولة، فهو كان إنساناً ودوداً، يحب الخير للغير ويتلذذ بمساعدة الناس، اختار أن يكون سياسياً يسارياً قريباً من طبقة الفقراء، مسترسلاً: ما يميز الشاعر الراحل أنه يرفض الطائفية ويحب العراق من الشمال إلى الجنوب، لقد ترك رحيله أثراً عميقاً في قلبي وقلب كل من أحبه.