أنا وابنتي حائرتان

منصة 2024/09/05
...

الأخ الدكتور قاسم

تعلم يا دكتور أنَّ الأم تقلقُ كثيراً على ابنتها إذا عبرت الثلاثين ولم تتزوج، وقبل أيام دخلت ابنتي (سناء) سنتها الثالثة والثلاثين، ولقد منَّ علينا الله سبحانه برحمته فجاءنا قبل أيام شابٌ لطيفٌ ومن أسرة محترمة يريد أنْ يخطبها فحمدنا الله وشكرناه.. وإذا بي أرى ابنتي سناء غير فرحانة وخائفة، سألتها: خير؟ شنو ما عجبك الولد؟.

أجابت: بالعكس، بس المشكلة تعلمين بها يا ماما.

 وذكرّتني بها، فحين كان عمرها عشر سنوات تعرضت لحادثة احتراق أصاب أجزاءً من جسمها، وأخذتها للمستشفى ولكنْ بقيت آثار الحروق واضحة في جسمها، فأخذتها الى طبيبة تجميل وبقيت تحت إشرافها ستة أشهر، فصارت الآثار أخف لكنها لم تختف تماماً.

المشكلة يا دكتور أنَّ ابنتي، وأنا أيضاً، حائرتان، هل نقول لخطيبها الحقيقة أم نتركها لليلة الدخلة.

أرجوك دكتور.. ساعدها وساعدني، وجزاك الله ألف خير.

(أم سناء) 

سيدتي الفاضلة:

مع أنك لم تذكري أماكن آثار الحروق في جسم المحروسة (سناء) ولا حجمها، فإنَّنا لا نرى أنها تشكل مشكلة كبيرة كالتي تكون في الوجه أو الرقبة أو الأطراف التي تكون مكشوفة للآخرين. فآثار الحروق التي تكون في الجسم المغطى لا يعرفها إلا صاحبها وشريك الحياة، ولا تشكل عاهة أو عيباً يثير الخجل والإحراج والشعور بالنقص.

ورأينا أنَّه ينبغي أنْ يكون المتقدم لها على علمٍ بذلك مقدماً قبل الزواج، ولكنْ ليس في اللقاءات الأولى، فإنْ أسفرت هذه اللقاءات عن تعارفٍ جيدٍ وقبولٍ وإعجاب كلٍ منهما بالآخر، واقتنع هو تماماً ونوى - عن صدقٍ - التقدم لطلب يدها، عندها عليك بدعوته لوحده، في وقتٍ آخر مناسب، الى بيتك (عشاء مثلاً) يجمعكم أنتم الثلاثة وكشف الحقيقة له بطريقة سهلة، فإنْ اكتفى بوصفك الصريح لهذه الآثار فبها، مع أنَّه من الأفضل أنْ تقومي بنفسك بإطلاعه على أثر الحرق في منطقة البطن مثلاً( بعمل فتحه مناسبة بالثوب). فإنْ كان خطيبها هذا يقدّر أنَّ جوهر المرأة يكمنُ في أخلاقها وحسن أدبها وتقديسها الحياة الزوجيَّة، فإنَّه سيختارها كما هي، ويبقى القرار له، والأرجح أنَّه بقولكم الحقيقة له سيدرك أنكم أسرة تتمتع بأخلاقٍ راقية، ولن يفرط بفتاة صادقة أنجبتها، مع خالص تمنيات (الصباح) بالموفقية.