كتب رئيس التحرير:
قد تكون متابعة كرة القدم في العراق وملاحقة أخبار اللاعبين والأندية مقتصرةً على فئات محدَّدة، الشباب خصوصاً، وقليل ممن جاوز سنَّ الشباب. لكن حين يتعلّق الأمر بالمنتخب الوطني فإنَّ العراقيين كلهم رياضيون لأنَّ الأمر ساعتها أكبر من كرة القدم ومن الرياضة.
نتذكر انشداد أبصار وقلوب العراقيين إلى لاعبي المنتخب سنة 2007 حين كان طائر الكارثة الأسود يحوم في سمائنا ومفخّخات الشيطان تحصد أرواح أبنائنا، نسي العراقيون ما هم فيه، وتمكّن لاعبو المنتخب من إعادة ربط العراقيين بأمل أنْ يعود وطنهم معافى من جديد.
اليوم، نحن أيضاً على موعد لانشداد أنظارنا إلى القمصان البيضاء والخضراء مع أولى خطوات منتخبنا الوطني لتحقيق حلم التأهّل إلى كأس العالم بعد أربعين سنة من مشاركة يتيمة في المكسيك.
اليوم سيمتلئ جذع النخلة هتافاً وتشجيعاً ودموعاً "نريدها دموع فرح". وما من بيت عراقيّ إلّا وسيتسمَّر أهله أمام شاشة التلفاز منذ نشيد "موطني" إلى صافرة النهاية. لأنَّ المسألة حقاً أكبر من أنْ تكون مجرَّد رياضة. شيء ما يتعلق بشغف العراقيّ باسم وطنه وبرؤية العراق منتصراً وبتجديد الأمل في أننا، وقد اجتزنا السنوات المظلمة، قادرون بتماسكنا على صناعة سنوات مضيئة مقبلة.
واثقون من قدرة منتخبنا على الخروج من هذا التحدي بنجاح كبير، بقدر ثقتنا من قدرة الاتحاد العراقي والجمهور على إنجاح المباراة على كلِّ الصعد لنبرهن بأننا، شأننا شأن سائر المنتخبات، نستحقّ اللعب على أرضنا.
ما دام منتخب العراق يلعب فالعراقيون اليوم كلهم رياضيون.