بغداد: محمد إسماعيل
بدأ الفنان جلال كامل، مطرباً يعزف على الكيتار في مركز شباب الحرية، الواقع في نهاية دور نواب الضباط المحايد لمزرعة مفتوحة على التأملات.. وقال كامل لـ"الصباح": الغناء والعزف على الكيتار، حققا لي تفوقاً دراسياً، فقررت التقديم إلى معهد الطيران المدني، لكن انتظاري في حديقة كلية الفنون.. جامعة بغداد، لزميلة ريثما تكمل محاضرتها وتجيء؛ كي نخرج معاً، لفت انتباه المخرج الراحل كارلو هارتيون، فأشار لي أن: تعال مساء اليوم إلى معهد التدريب الإذاعي؛ للمشاركة في فيلم سينمائيّ تنتجه دائرة الإذاعة والتلفزيون بعنوان "اللوحة".. ولما ذهبت إلى المكان والوعد الموصوفين من المخرج كارلو هارتيون، وجدت ثلاثمئة شاب بنفس عمري معظمهم أكثر وسامة؛ فآثرت العودة محبطاً، خاصة وأنني لست شديد الحماس للتمثيل بقدر الغناء، لكن واجهني المساعد: "وين رايح.. بعد ما اِختبرناك.. إرجع، وإذا مستعجل تعال أقدمك على الآخرين.. اختبر وروح".
وأضاف: صرت أمام الأمر الواقع، اِختبرت من دون مبالاة.. لم يكن في بيتنا تلفون فأعطيتهم رقم مركز شباب الحرية، وغادرت بالباص.. أمانة نقل الركاب المتجهة من العلاوي إلى مدينة الحرية، ونسيت الأمر، لافتاً: بعد حوالي عشرة أيام أو إسبوعين، جئت إلى المركز.. كالمعتاد؛ فوجدت مدير النادي يطلبني: رايديك بالإذاعة!
وأفاد جلال كامل: من هنا صار الغناء ثانياً، وربما تلاشى هو والطيران المدني؛ لاحترف التمثيل ومن ثم الإخراج وما زال العمر يمضي والتطلعات تتوالد بخصوبة المزرعة المحايدة لمركز شباب الحرية، الذي لن يغادر ذاكرتي، بجوق المبدعين الذين نشأنا معاً فيه.. أنا وكاظم الساهر ود. حيدر منعثر وآخرون لن تتخطاهم ذاكرتي أبد الدهر.