سامر المشعل
واحدة من أجمل وأعذب أغاني الفنان الراحل ياس خضر هي أغنية "تعال لحبك أنه اشتاك" والتي لحنها الفنان طالب القره غولي وكتب كلماتها الشاعر عدنان عيدان، يختفي وراء هذه الأغنية سر لا يعلم كنهه أحد، حتى ملحنها ومطربها، فهذه الأغنية التي أخذت شهرة كبيرة وصدى واسعاً، وأخذ يرددها الكثير من المطربين لأكثر من جيل، يختفي وراءها سر مجهول وهو شاعرها الذي لا يعرف عنه أحد، وسوف أسرد لكم قصة ولادة هذه الأغنية والتي سمعتها من فم ملحنها الفنان طالب القره غولي.
كان القره غولي رئيس قسم الموسيقى بالإذاعة والتلفزيون، وبالإضافة إلى الثقل الإبداعي الذي يتمتع به القره غولي في الساحة الغنائية في تلحين أعمال تخرج من بين يديه لتسكن بالذاكرة الإبداعية، فهو متنفذ في الإذاعة والتلفزيون وبإشارة منه ممكن أن تنتشر الأغنية مع مغنيها وملحنها وشاعرها، أو تتوارى في غياهب النسيان. هكذا كانت مكانة القره غولي في عصر الموسيقى
الذهبي.
يقول القره غولي كنت أتمشى عادة من الجسر إلى مؤسسة الإذاعة، وأثناء الطريق ألتقي بالعديد من المعارف والأصدقاء والناس بمختلف المشارب والاختصاصات، وفي أحد الأيام وصلت إلى غرفتي بالإذاعة وكانت جيوبي معبأة بأرقام "التلفونات" وبعض التوصيات والنصوص الغنائية والأشعار.. وعندما أفرغت ما بحوزتي من أوراق وقصاصات، وجدت نصاً غنائياً جميلاً جداً، عندما قرأته أعجبت به منذ الوهلة الأولى، شدني فأخذت العود ورحت ألحنه، فاتصلت بالفنان ياس خضر، وحفظته اللحن ثم حجزنا الاستوديو وسجلنا العمل بكل انسيابية وسرعة في التنفيذ، فظهرت أغنية "تعال لحبك أنه
اشتاك".
ويذكر القره غولي أن صاحب الكلام، أوقفني وسلم عليّ بتهذيب وقال أنا شاعر وعندي نص ربما يعجبك، ولم يترك في الورقة رقم هاتف أو عنواناً، كي نتصل به من أجل التعامل معه أو تسلم حقوقه المادية من الإذاعة.
قلنا من يشاهد أغنيته بالتلفزيون أو يسمعها من خلال الإذاعة، سوف يأتي. نجحت الأغنية بشكل كبير جداً، لكن الشاعر لم يأت، وإلى الآن.
حاولت أن أبحث عن الشاعر فلم أجد له أثراً، سوى هذه الأغنية اليتيمة. يفسر القره غولي سبب اختفاء الشاعر، بأن بعض الجنود يعرضون نتاجاتهم الشعرية أثناء فترة إجازاتهم، وعندما يلتحقون بوحداتهم العسكرية يقتلون بالمعركة، وربما يكون الشاعر عدنان عيدان قد سحقته ماكنة الحرب قبل أن يرى كلماته تترنم بصوت الفنان ياس خضر، وظل شاعر هذه الأغنية مجهولاً إلى الآن.