نسيم خفيفٌ بعد الفاجعة

ثقافة 2024/09/16
...


شبّر وجيه


ولكن الإجابةَ بعيدةٌ

بدلاً عن أن يضّمني 

إلى حديقةِ البيت

أنتظرُ نهايتي 

عند عتبةِ الباب.

يابساً

متناثراً

من يفتحُ البابَ إذن 

عند مجيء الرياح؟ 

سألتُ نفسي عما جرى 

لكنني، بِحيرةِ العارف 

أوقفني صمتي 

وأزالَ عني 

شقاءَ الجواب. 


تتكررُ الأيام

ولا يدٌ تحاولُ منحَ النسيم 

ولا علامة لنهارٍ جديد. 


هل تجيء الدمعةُ

الهاربةُ يوماً

من احتمالاتٍ مؤكدة؟ 

إذ لا وجهَ لي ممن غادروا. 

إذ حذفتُ القصيدةَ فما المعنى؟

إذ تجيؤك النوبةُ، سوف تصدّقُ

غيابَها؟ 

فلماذا تقدمُ روحَك 

أمامَ الجلاد، 

وتمنحُه لذتَه؟ 

أرقبُ الوقتَ جيداً

وأحسبُ أحزاني 

قطرةً 

قطرة.

واتساءلُ

ممسكاً برايتي: 

أية زهرة

سوف تخنقني

المرةَ القادمة؟


 من يوميات المسافر


- 1 - 

- المرآة صورةٌ للحظةِ -  

يتفّقدُ أمتعته، 

ويتملّكه هاجس الضياع 

فيمسِكُ بأوهامه جيداً.

وقبل أن يرحل، 

يعِدُ المرآة 

بتجاعيدَ جديدة. 


(المرآة صورةٌ للمرأةِ 

في روحه المهشّمة). 


- 2 - 

في الوحدةِ 

شقاء الملاكِ 

الذي مشى

دون أن يسمع من أحد

- نية - الإنتظار. 


- 3 - 

كنتُ أتساءلُ عمّا حدث: 

- من وضع القادمَ في يدي؟

وقال لي: "أنت تستطيع"

وخذلتُهُ! 


- 4 - 

كلما وجدتُ الأمان بقربي، 

تحسستُ الوحدةَ في القادمِ. 

- 5 - 

لكنني أعرف جيداً

كيف يصفُ الجرحُ نفسه. 

جلاّدٌ، يمّدني بألمِ

حتى أشكو.

 

- 6 - 

يموتُ المسافرُ 

وعلى خديه

ملامح الندمِ.  


هامش الرحلة

لقد كتبتُ ما شاهدتَه في دفترِ أيامي،

فوجدته ملطخاً بدمِ الحائر.

كأن كلّ شيءٍ

حدثَ بالصدفةِ

دونَ شرارةٍ

دونَ آثار. 

حتى أنني نسيتُ 

كيف أروضُ نفسي

- ما الذي يروّضُها؟ 

- كيف يروّضها؟ 

يجيءُ بعدَ الفاجعةِ

نسيمٌ خفيفٌ،

ينفخُ في صورةِ المرء

يُبقيه ساكناً

أمامَ المرآةِ 

ويتركُه مع الوقتِ

بحّار حيرته.


حيثُ يغفو العاشقُ

في دوامةِ الغياب، 

يتحسسُ

ذلك الأثر المتين. 

وسيبقى الحبلُ

مشدوداً

دائماً 

نحو قفص الذكريات .