{بيتلوجوس} العجيب في بغداد

ثقافة 2024/09/16
...

علي حمود الحسن    




مفاجأة سعيدة أن يعرض فيلم افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي الـ81 "بيتلوجوس بيتلوجوس"(2024) للمخرج الأميركي تيم بيرتون في إحدى سينمات المول في بغداد، والأكثر سعادة من ذلك أن جمهوراً شبابياً شغل معظم مقاعد الصالة على مدار الأيام التي عرض فيها 

الفيلم.

و"بيتلوجوس بيتلوجوس" الذي ينتمي لأفلام الرعب والفنتازيا المرحة، هو الجزء الثاني لفيلم بالاسم ذاته أخرجه بيرتون في العام 1988 وحقق نجاحاً كبيراً يومئذ، إذ حصل على جائزة أوسكار لأفضل مكياج فني، كما تم تحويله إلى فيلم كارتوني. 

وقصته تدور حول زوجين يعيشان حياة زوجية هانئة، يتعرضان إلى موت مفاجئ نتيجة حادث بسيارتهما، فيعود شبحهما إلى منزلهما الذي تسكنه أسرة جديدة، يحاول الشبحان طرد الأسرة الجديدة بشتى الوسائل، ويستعينان بخدمات بيتلوجوس الشرير المرح لهذه المهمة (جسده في الفيلمين مايكل كيتون)، فتحدث مفارقات وتداخل بين الأحياء

والأموات.

 ألقى الجزء الأول بظلاله على الجزء الثاني ليس لأن الممثلين - وقتها كانوا شباباً- هم من جسدوا الشخصيات نفسها، إنما هنالك مشاهد تكاد أن تكون هي ذاتها، كما في مشهد "أفعى الرمل"، وشخصيات العالم الآخر العجيبة بأزيائها الغرائبية وألوانها المتنافرة، لاسيما 

شخصيات العالم الآخر الكارتونية الفريدة والمرعبة؛ فبعضها مقطوع الرأس وأخرى بلا أطراف، وشخصيات تقتلع الأعين وتعيد تركيب أجزائها، ففي عالم كيتون السفلي، يأتي الموتى كما هم أثناء تعرضهم لأسباب 

الموت.

 وتقع أحداث قصة الجزء الثاني في "بيت الأشباح" الذي تنتقل إليه ليديا (وينونا رايدر) بعد وفاة والدها، وقد أصبحت أماً ولديها ابنة مراهقة تدعى أسترد (جينا أوتيجا)، غالباً ما تعترض على هوس أمها بالأشباح التي تقدم برنامجاً تلفزيونياً عنها، وتعترض على مشروع زواج أمها، وتخرج غاضبة بدراجتها 

الهوائية، فتصطدم بشجرة أعلاها كوخ خشبي صغير، يقطنه شاب وسيم، يتعارفان ويغرمان ببعضهما، ثم تكتشف أنه شبح، وأن لا حل لعودته إلى الحياة، سوى اصطحابها إلى عالم الأموات، يصلان هناك، فيسفر عن وجهه القبيح، ويخبرها أنها ستبقى هنا للأبد وسيعود هو إلى عالم الحياة، تنقذها أمها بمعاونة بيتلوجوس

وأبيها المتوفى، قبل ذلك تكتشف أسترد "ماكيت" مدينة كاملة في "علية البيت"، الذي من خلاله يمكن دخول العالم الآخر، يخرج الشبح بيتلوجوس إلى عالم الأحياء بطلب من ليديا، لإنقاذ

أسترد. 

أهمية الفيلم وسر تجدده- رغم أنه يأتي بفكرة مكررة- يعودان إلى عبقرية المخرج بيرتون وأسلوبه الفريد، بصنع عوالم فنتازية وسريالية، من خلال توظيف الموسيقى، والرسوم المتحركة، والإضاءة الغريبة والزوايا المنحرفة، فضلاً عن خدع ومؤثرات، غالباً ما ينفذها بطريقة تقليدية وليست رقمية، معتمداً على ممثل أسطوري لا يقل عنه غرابة وعبقرية، 

هو مايكل كيتون.