العراق يقرأ.. مواجهة ما يسفّه المجتمع ويسطّح تفكيره

ثقافة 2024/09/17
...

 بغداد: محمد إسماعيل

 إنَّ "الكتاب مصدر معرفي مهم.. راسخ القيمة، في مواجهة المصادر التي تسفه المجتمع وتسطح تفكيره"، هذا ما قاله وزير الشباب والرياضة د. أحمد المبرقع في حديثه لـ "الصباح" خلال حضوره لمعرض بغداد الدولي للكتاب، مضيفاً أنّه "ضد نوعي للهمجيَّة والمظاهر السيئة كافة"، لافتاً إلى أن الوزارة داعمة لهذا المعرض، آملة أن يستفيد آلاف الشباب من كوبونات الشراء المجاني بقيمة خمسة وعشرين ألفاً.وتستمر فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من معرض بغداد الدولي للكتاب، الذي يُقام على أرض معرض بغداد الدولي، خلال المدة من الخميس لغاية الأحد 12 - 22 أيلول الحالي، تحت شعار "العراق يقرأ" بحضور كبير.  

وأفاد الوزير أنَّ المعرض يسهم في اجتذاب الشباب من القراءة الالكترونية إلى الورقيَّة، منوهاً: يحمل معرض الكتاب في طياته وبين أجنحته الوافدة من واحد وعشرين دولة، صورة مشرقة الى العالم، توضح المستوى الحضاري الذي بلغه العراق.


رسالة سلام إلى العالم

 وأشار مدير دار العرب للمطبوعات، مدير الشركة المنظمة للمعرض أحمد الزكي إلى أن الكتب ترتقي بالحالة الثقافية للمجتمعات؛ لأن أساس التطور النظرية والتخطيط اللذين يؤسسان لعمل تطبيقي ناجح. وقال الزكي لـ "الصباح": عندما تجولنا في المعرض وجدنا آلافاً من كتب التنمية البشرية والاقتصادية، تلك هي التي تنظم مسار المجتمع نحو حضارة قوية. اهتمام الناس بالكتاب دليل رفعة وعيهم، مضيفاً أن معرض بغداد الدولي للكتاب، يبعث رسالة سلام إلى العالم، مستقطباً مثقفي دول عربية وإقليمية وأجنبية، وشخصيات فكريَّة 

مهمَّة. 

ولفت إلى أنَّ استقبال المثقفين في المعرض فرصة لتبادل التعارف بينهم ونظرائهم العراقيين، مفيداً: بعد هذا المعرض نستعد للمشاركة في معرض بالرياض ثم الكويت فالشارقة، إنّها تجربة تتكرر معيدة نفسها تمكننا من التداخل مع الآخرين في منظومة أفكار تتزاوج مع بعضها مسفرة عن منفعة إنسانيَّة. ونوه الزكي: استعاد العراق زمام المبادرة العام 2012 بعد فتح الحصار والهدوء النسبي من قبل الإرهاب، لكن ظلت الدور متوجسة، فبدأنا بمئة دار وصلت الآن ستمئة وخمسين، لأنّ التطمينات حفزت آخرين على المشاركة في دورات لاحقة وصلت قمتها هذا العام؛ بسبب وضوح الصورة الأمنية ونجاح المعرض، مواصلاً: القراءة الإلكترونية لا تحقق استيعابا كافياً، بالقياس إلى الورقيَّة، لذا أجد الورقيَّة باقية وتتطور، بينما الالكترونية تتحدد بأطر خاصة بها، حيث لا نجد باحثاً ولا طالب دراسات عليا، يعتمد المطالعة الإلكترونية مصدراً في الماجستير أو الدكتوراه، إنّها بحدود  مرجع فقط.


الشرطة النسويَّة

تشارك وزارة الداخلية بفعاليات عدة، من ضمنها "الشرطة النسويَّة" التي تتولى تفتيش زائرات المعرض، وقالت المفوض رنا عبد القادر: واجب وطني نؤديه بسعادة غامر. وتؤكد: كما نسهم بتوضيح أهمية المعرض، فضلا عن اقتناء الكتب من علوم أمنية وروايات وشعر وثقافة عامة؛ لأننا 

واجهة الحكومة في الشارع بين الناس، 

ويجب أن نتحلى بوعي لائق.


هشام العلوي

ضمن فعاليات البرنامج الثقافي في الدورة الخامسة والعشرين من معرض بغداد الدولي للكتاب تحدث الوكيل لشؤون التخطيط السياسي في وزارة الخارجية السفير هشام العلوي، لـ "الصباح" عن استعداد الوزارة للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس الخارجيّة العراقيّة، في ندوة أدارها الدكتور ياسر عبد الحسين. وقال العلوي "قدمنا دراسة بشأن خارطة التمثيل الدبلوماسي العراقي، العام الماضي ضمن أعمال مؤتمر السفراء السنوي في تشرين الثاني، حاولنا فيها إبراز السفارات في ما يتعلق بأهميتها وعلاقتنا مع الدول ووضع نظام لتصنيفها بناءً على وشائجنا السياسية والاقتصادية والتعليمية والفنية ووجود الجاليات، كذلك تقديم رؤية في ما يتعلق بتوسيع خارطة التمثيل الدبلوماسي"، مؤكداً "بين العامين.. الماضي والحالي فتحت الخارجية سفارات وقنصليات بناءً على موافقة مجلس النواب، وإن شاء الله مستمرون". وأضاف: فتحنا سفارات في فيتنام ونيوزلندا وأديس أبابا وأفريقيا وإيرلندا في دبلن وأستراليا وكواندو في الصين وأصفهان وتكساس في أمريكا وفي تورنتو الكنديَّة وغيرها من الدول، ونحن متواصلون بهذه الخطى إن شاء الله. 

وتابع أنَّ "وزارة الخارجية عادةً تأخذ مجموعة من عوامل بنظر الاعتبار لتقيم علاقات دبلوماسية مع دولة ما. تشمل المواقف السياسية والعلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والتعاون الأمني والعلمي والعسكري والتعليمي والثقافي وعدد الجالية العراقيَّة في ذلك البلد وما تحتاجه من خدمات قنصلية". وأوضح: بعض الدول قد لا يكون حجم التبادل التجاري معها كبيراً، لكنها مهمة لنا أما سياسياً أو أمنياً أو تعليمياً أو وجود جالية عراقية" لافتاً "لكن التي لا توجد لنا جالية فيها؛ لا يعني أننا لا نفتح سفارة أو قنصلية، فإذا اخذنا بعين الاعتبار هذه العوامل الخمسة سوف نتمكن من استيعاب اهمية وجود سفارة و قنصلية في بلد او في مدينة ما، وعلى سبيل المثال تركيا.. الاتراك المقيمون في العراق قليلون، لكن العراقيين في تركيا كثيرون، ولهذا ففضلا عن السفارة في انقرة، نحتاج قنصليات، ونحن لدينا قنصلية في اسطنبول وغازي عنتاب وكانت هناك نيَّة في زيادة عدد القنصليات لنكون أقرب الى المواطنين الذي يتجاوز عددهم مئات الالاف وفي الوقت نفسه فإن حجم التبادل التجاري معها كبير وعلاقاتنا السياسية معها والتعاون الامني العسكري وهناك الالاف من الطلبة العراقيين في المدارس والجامعات، وهذا أنموذج لدولة علاقاتنا معها متنوعة. وافاد: بان جنوب افريقيا من الناحية السياسية مهمة جداً لديها اقتصاد متنوع حاضر بقوة في الجمعية العامة والاتحاد الافريقي وعلاقات مع الدول العربية ولديها تجربة تغيير ديمقراطي مصالحه وتنوع اقتصاد وتعليم لكن عدد العراقيين هناك قليل، وهذا لا يعني كما قلت اننا لا نفتح سفارة خاصة وان السفارة في جنوب افريقيا تغطي عشراً من الدول المحيطة، وهنا أقول إن النظر من زاوية فقط عدد العراقيين الذين يقيمون في دولة ما وحجم التبادل التجاري وحده، ليس صحيحا ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار العوامل، منوهاً أن "استخدام الأدوات الفنية والثقافية عموما أمر مهم في العمل الدبلوماسي وتعتبر من ادوات القوة الناعمة، والعراقيون كما نعرف متميزون في هذا الجانب في قضايا الفن والثقافة وبالإمكان أن نستثمر في هذا الامر الكثير لتقديم صورة مشرقة ايجابيّة عن العراق والعراقيين، السفارات ووزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية ومقر الوزارة في امكانها ان تنظم امسيات فنية ثقافية أو اسابيع ثقافية تجمع بين عدد من الفعاليات لتوفير فرص للأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين في تقديم نتاجاتهم وخلق تبعات ايجابية".


الرسم بالكلمات

تشارك دار "الرسم بالكلمات" وبيت "الياسمين" المصريتان، في الدورة الخامسة والعشرين من معرض بغداد الدولي للكتاب، المقام حالياً على أرض معرض بغداد الدولي، وقال مدير الجناح: "المؤسستان تضمان ثلاثمئة عنوان، صادرة عن دور نشر مصريَّة، تنوعت بين تاريخ وأدب وعلم نفس، مؤكداً: ان المشاركة المصرية في معرض بغداد للكتاب، تهدف الى إيصال رسالة أخوة قائمة على نبض الثقافة ومعاني وقيم

المعرفة".