صفقة القرن ستبدأ من المنامة

آراء 2019/06/21
...

د.بشار قدوري 
في ايار الماضي من هذا العام ، أعلنت البحرين والولايات المتحدة ، بياناً مشتركاً عبرتا فيه عن تطلعهما لورشة العمل المفترض عقدها في المنامة ، للاستثمار و إنعاش اقتصاد المنطقة، ومنح فرصة لشعوب المنطقة، من ضمنهم الفلسطينيون، لعيش حياة أفضل.
تحت مسمى (ورشة عمل السلام من أجل الازدهار)   وهذا يعد المسمى الرسمي ، او مؤتمر البحرين للسلام الاقتصادي ، وهو مؤتمر يُعقد في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و 26 حزيران
 من 2019.
ان المؤتمر الاقتصادي لتشجيع الاستثمار في الاراضي الفلسطينية وهو دمج السياسة بالاقتصاد،  لاجل اضاعة القضية الجوهرية وهي القدس .
المؤتمر مشروع امريكي - اسرائيلي - خليجي وهو باكورة اعمال صفقه التطبيع ، ويعتبره المحللون جزءاً من صفقة القرن .
والداعم المالي دول خليجية معروفه اولها السعودية والإمارات وعمان والبحرين ، وغطاء امريكي لاضفاء العالمية على المؤتمر ، ومن تنفيذ جارد كوشنار مستشار الرئيس الامريكي للقضية الفلسطينية وعراب اتفاق صفقه القرن ، 
من الخبايا  غير المعلنة للمؤتمر  ( حل الدولة الفلسطينية المستقلة) وجعل ماتبقى من الاراضي الفلسطينية المحتلة دولة اقتصادية فقط مرفوعة عنها السيادة وتدار اداريا من تل أبيب.
لكن السؤال الذي يطرح هنا “هل السلطة الفلسطينية لها دور في مؤتمر المنامة ؟” .
 
لعل المتابع للخبر يتوقع من الوهلة الأولى ان الفلسطينيين لهم دور رئيس في المؤتمر لكن العجيب ان السلطة الفلسطينية لها موقف رافض للمؤتمر جملة وتفصيلا وجاء ذلك على لسان كبير المفاوضين صائب عريقات قائلاً “اجتماع ورشة السلام في المنامة محاولة لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني” 
وكذلك اكد مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل شعث رفضة للمؤتمر قائلا “ ان الورشة الاقتصادية الأمريكية التي ستعقد في البحرين مرفوضة من قبل الجانب الفلسطيني الذي لن يشارك فيها ، واعتبرها جزءاً من صفقة القرن الأمريكية”
كما لقي هذا الإجراء رفضا قاطعا من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، على رأسها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”
كذلك ان بعض الدول قد اعلنت مقاطعتها لذلك المؤتمر الدولي ، وجاء ذلك على لسان سفير الصين في فلسطين قائلا “لن نشارك في مؤتمر البحرين الاقتصادي بشأن خطة السلام الأمريكية” حيث تعتبر دلالة واضحة لعدم مشاركة الصين في الاستثمار في تلك المناطق .
وكذلك جاء موقف روسيا ايضا على لسان السفير نفسه قائلا “مقاطعة مؤتمر البحرين تأتي ضمن اتفاق روسي صيني” فضلا عن رفض ذلك من قبل الخارجية الروسية .
وكذلك أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً في وقت مبكر، تداولته وسائل الإعلام القطرية والمحللون من النظام القطري، بأنه ضد المؤتمر ورفض حضور الدوحة له، إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية، كشفت أن قطر كانت ثالث دولة تؤكد حضورها الورشة الاقتصادية 
الدولية.
 بينما رحب وزراء خارجية البحرين والامارات والسعودية وامريكا واسرائيل بالمؤتمر واعتبروه فرصة لاحلال السلام في الشرق
 الأوسط .
ولم يصدر بيان رسمي لكل من تركيا وايران والعراق ، فلم تعلن هذه الدول  عن موقف رسمي من هذه المبادرة، لكنها سبق لها أن انتقدت مرارا بشدة صفقة القرن .