ترجمة: نجاح الجبيلي
"أدا ليمون" شاعرة أميركية من أصل مكسيكي حائزة على تاج الشعر، وهي أول شاعرة من أصل لاتيني تحصل عليه، فضلا عن جائزة الكتاب الوطني. أصدرت تواً مختارات شعرية بعنوان "أنت هنا" تضم خمسين قصيدة غير منشورة سابقاً لبعض الشعراء الأكثر إنجازاً في البلاد، بما في ذلك جوي هارجو، وديان سوس، وريجوبيرتو جونزاليس، وأريحا براون، وإيمي نيزوكوماتاثيل، وبول تران، وغيرهم.
تتعامل كل قصيدة مع المشاهد الطبيعيّة المحليّة لمؤلفها أو مؤلفتها مما يوفر أنموذجاً حميماً لكيفية ارتباطنا بالعالم من حولنا. التقت جريدة "نيويورك تايمز" بالشاعرة ليمون لتتحدث عن مختاراتها وتجربة قراءة الكتب.
ما هي الكتب الموجودة على منضدتك؟
- لم تعد منضدتي تحاورني بعد الآن. لأنّ هذه هي الحقيقة: أنا لا أقرأ في الليل. المنصة الليليّة هي المكان الذي تموت فيه الكتب. أعتقد أنّني سأقرأ شيئاً ما قبل النوم ثمَّ أغفو على الفور، لذا فإن السؤال الحقيقي هو، ما هي الكتب الموجودة على مكتبي؟، هناك كتاب "حواء" لكات بوهانون، و "الشهيد" لكاوه أكبر، و"أشياء قد تجدها مخبّأة في أذني" للشاعر والكاتب الفلسطيني مصعب أبو توهة، و"يمكنك أن تكون الورقة الأخيرة" للشاعرة والروائيّة الفلسطينيّة مايا أبو الحيّات، ونسخة من كتاب "سجل الطير في الساحة الخلفية" للكاتبة إيمي تان.
كيف تنظمين كتبك؟
- أتركها مكوَّمة خلال أشهر سفري المزدحمة، ثمَّ أشعر بالغضب حين أرى بأنَّ الأكوام غير عمليّة، ثم يفكر زوجي إذا كان يجب عليَّ التخلّص من القليل منها، لكنّني لن أفعل ذلك، وبعد ذلك، أقوم بترتيبها أبجديّاً بشكل منهجي جداً. أصنّفها حسب الأنواع أيضاً. النثر لا يستطيع أن يمسَّ الشعر في عالمي الصغير. وأعني ذلك كمبدأ تنظيمي وتجاهل النثر.
صفي تجربة القراءة المثاليّة
لديك؟
- كنتُ أقرأ الكتاب في مكان مشمس بالخارج، حين أعلم أن كل إنسان آمن، ويتم الاعتناء به، وتغذيته، ومنحه الحب، وأن جميع الحروب قد انتهت. وحين في عالمنا الجديد يجري الاحتفال بالإنسانية والترابط والطبيعة والسلام، يمكنني الجلوس في الخارج تحت أشجار البلوط وتذوق كل سطر من القصيدة.
وموسيقى القصيدة ستغني لموسيقى العالم. هذه هي تجربتي المثالية في القراءة.
هل أنتِ قادرة على الكتابة في الخارج أم في الطبيعة أم عند المكتب فقط؟
- أحب الكتابة في الخارج. عندما أكون في منزلي في كنتاكي، أكتب على شرفتي المغطّاة، هذا إذا كان الجو دافئاً بدرجة كافية. أحبُّ ملء وحدة التغذية ومشاهدة الطيور بين سطور كتابة القصائد. على مر السنين، درّبتُ نفسي على الكتابة في أي مكان، الطائرات، وغرف الفنادق، وفي أي مكان، حقاً. على الرغم من أن الأمر يصبح مؤاتياً إذا كان هناك صمت أو أصوات الطبيعة.
كيف قررتِ تبني المختارات الشعريّة الجديدة؟
- اخترتُ الشعراء الذين كنتُ أعرف أنّهم يعملون مؤخراً بطرق مثيرة للاهتمام في موضوع الطبيعة. أشعر بأنّني محظوظة جداً بالمجموعة النهائيّة. إنها أقوى مما تخيلت.
هل رفض بعضهم؟ ما السبب الذي قدموه؟
- كان هناك بالضبط أربعة شعراء رفضوا. إنّهم جميعاً كتّاب رائعون مزقتهم متطلبات الحياة في اتجاهات عديدة لإنتاج شيء جديد للمختارات. الحياة لا تسمح للمؤلف دائماً بالكتابة.
* هل قمتِ بتنقيح النصوص أو تقديم المشورة بشأن خيارات لغة محددة؟
- لقد قمت، برفقة المحرر والشاعر الرائع بيلي هاتشينسون، بمراجعة كل قصيدة وقدمت بعض الاقتراحات البسيطة. في أغلب الأحيان، مجرد دفعات لطيفة هنا وهناك. كل هؤلاء الشعراء ممتازون وقد أرسلوا قصائد رائعة وكاملة.
تبدأ إحدى القصائد: "المكان الذي أحبّه على وشك الاختفاء". هل كنتِ تتوقعين أن تكون هذه المختارات حزينة إلى هذا الحد؟
- لا أعتقد أنّها حزين على الإطلاق. غالباً لا تشير كلمة "الكآبة" إلى سبب واضح، بل مجرد نوع عام من الحزن. وهذا غير موجود في هذا الكتاب. أعتقد أنّه مليءٌ بالألم الذي يُعرَّف بأنّه "الضيق الناجم عن التغير البيئي"، وأعتقد أيضاً أن الكتاب تلقى الثناء السريع، بالطريقة التي يمكنك أن تحب بها شيئاً غالياً لأنّه يغادر أو يتغير.
ما هو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام الذي تعلّمته من قصيدة في هذه المختارات؟
- أحد الأشياء الرائعة التي تعلمتها كان من قصيدة "هليوفيليا" لإيمي نيزوكوماتاثيل، إذ يُصدر نبات الراوند صوت فرقعة أو طقطقة عندما ينمو في الظلام. لقد رأيت الآن مقاطع فيديو لهذا الحدث وأحببته. ما زال يتعيّن علينا أن نفهم حقاً لغة النباتات.
هل دفعتكِ أيٌّ من القصائد إلى السفر إلى أماكنها؟
- نعم، هناك العديد منها قصيدة فيكتوريا تشانغ التي تدور أحداثها في ألاسكا، على سبيل المثال، وقصائد عن المناظر الطبيعيّة الصحراويّة لإدواردو سي كورال وريجوبرتو غونزاليس. لكن في أغلب الأحيان، تجعلني القصائد أرغب في الاهتمام بالمكان الذي أتواجد فيه الآن، والنظر بعمق إلى ما حولي.