{تنهيدة حريَّة} فلسطينيَّة في نخيل عراقي

ثقافة 2024/09/24
...

  بغداد: مآب عامر

أقامت منظمة نخيل عراقي الثقافية جلسة احتفائيّة بالروائيّة الفلسطينيّة د. رولا الغانم للحديث عن أبرز محطات حياتها الأدبيّة والإبداعيّة.
الجلسة التي أدارتها الناقدة د. موج يوسف، وبعنوان "فلسطين في نخيل عراقي" قالت في بدايتها: فلسطين هي ضمير شعب شجاع وذكي، مقاتل انتزع هويته انتزاعاً من مخالب الصهيونية والاستعمارية وظل يقاتل حفاظاً على هذه الهوية من حرب إلى حرب، ومن معركة إلى معركة من دون أن يفقد تصميمه ولو لحظة واحدة على بناء هذه الحياة وكما يريدها.  كما وقرأت يوسف على أسماع الحاضرين نبذة عن سيرة المحتفى بها د. رولا الغانم، وطرحت العديد من الاسئلة التي تناول بعضها الحديث عن روايتها الصادرة حديثا "تنهيدة حرية".  ود. رولا الغانم روائية فلسطينية ومحاضرة جامعيّة وحاصلة على دكتوراه في الفلسفة أصدرت العديد من الروايات منها: "الخط الأخضر، ومشاعر خارجة عن القانون، ولا يهزمني سواي". وتناولت المحتفى بها د. رولا الغانم بداية حديثها عن محنة الفلسطينيين، وكيف بدا كلّ شيء متعباً وموحشاً وقاسياً، كما وركّزت عبر الجلسة على المقاومة الفلسطينية والشهداء وحكايات البطولة، وذكرت: الغريب أن فلسطين ما زالت تكتب في هذه المحنة.. نحن نكتب على هدير الدبابات، وروايتي الأخيرة "تنهيدة حرية" كتبتها خلال الحرب وهي مرحلة كانت قاسية جداً، فأنا أعيش في قلب الحدث والرواية كتبت في عين الظلم والغضب وبعد الانتهاء منها أرسلتها على صيغة ملف مخطوطة إلى مصر وطبعت هناك ثم أُرسلت الى بغداد.. لقد وصلت الرواية قبلي.. تسلّمتها هنا في العراق". كما وتحدثت الغانم عن مشاعرها المختلطة الآن بين الحزن والفرح، وكيف أنها تحمل قضية أهلها الشعب الفلسطيني على عاتقها. وتحدثت الغانم عن الأدب الإنساني وتجدده وكيف أنه ما يكتب الان عن فلسطين هو أدب ملتزم ويعبر عن معاناة الشعب وبذلك تكون مشاعر الكتاب حقيقيّة، وأن القلم كنوع من السلاح. وأن مشاعرها في رواية "تنهيدة حرية" هي مشاعر حقيقيّة.
وتضيف الغانم عبر حديثها: صراحة كلنا على دراية أن الرواية مزيج بين الخيال والواقع، ولكن مع فلسطين فمعظم رواياتنا واقعيّة، فلديَّ هنا في رواية "تنهيدة حرية" أسماء حقيقيَّة. منها مروان البرغوثي السياسي الفلسطيني البارز، وأحد الرموز القيادية الفلسطينية، الذي أعتقل العديد من المرات على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك سنجد الأماكن في فلسطين هي ذاتها موجودة أيضا في الرواية.
وقالت الغانم: ليس لدينا مجال كفلسطينيين لكتابة الرواية الرومانسية، فهناك فرق شاسع في أن تكتب وأنت تعيش في بلد منكوب وبين بلد مستقر وأنت في رفاهية ورخاء عصبي، على الرغم من أن هذا الأمر لن يمنع الكتاب في فلسطين من توظيف الرومانسية والتاريخ وغيرها في كتابة الروايات، بالنسبة لي لم اتمكن من توظيف التاريخ بكثرة في روايتي هذه، لأنني أرى أنني أعيش في مرحلة صعبة بهذه الأحداث التي تجري على الاراضي الفلسطينية وعليَّ التركيز عليها.
وطرح الحضور عبر الجلسة العديد من التساؤلات والمداخلات التي تناول بعضها تفاصيل رواية "تنهيدة حرية" وأسباب اختيار الغانم لهذا العنوان، وكذلك نهاية الرواية التي فضلت كاتبتها دوماً كما غيرها من رواياتها أن تكون نهاية مريحة وغير مأساوية، لأنها تؤمن بالأمل وتعيش عليه، كما تقول إننا في فلسطين نكتب ونعيش بأمل، فالكثير من الكتاب والكاتبات الذين فقدوا شهداء لهم في هذه المحنة المريرة القاسية، ما زالوا يؤمنون بالأمل ولا ينقطعون عنه.  كما وتحدثت الغانم عبر الجلسة الاحتفاء عن رحلتها الصعبة والغريبة من فلسطين إلى العراق الآن، وكذلك عن بداياتها الأولى في كتابة الرواية والأشخاص الذين وقفوا معها وشجّعوها لتخوض مشوار الكتابة.
وفي ختام جلسة الاحتفاء كرّمت منظمة نخيل عراقي الثقافيّة متمثلة برئيسها الشاعر والإعلامي د. مجاهد أبو الهيل د. الغانم بمدالية الجواهري، كما وأهدت الضيفة كوفيتها الفلسطينيّة إلى منظمة نخيل عراقي كذكرى من الأراضي الفلسطينيّة.