• بيروت: جبار عودة الخطاط
في تطور خطير، وسّع الكيان الصهيوني عدوانه العسكري والأمني على لبنان صباح أمس الاثنين؛ ساعيا إلى نقل المواجهة مع حزب الله إلى مرحلة جديدة بلا سقوف أو ضوابط، من خلال توسيع دائرة الغارات العنيفة التي طالت مختلف مناطق جنوب لبنان، فضلا عن مناطق في البقاع الغربي، والبقاع، بينما قابل الحزب ذلك باستمرار عملياته العسكرية في الجليل.
الغارات الصهيونية التي تميزت بكثافتها وعنفها واتساع دائرة استهدافها التي غطت مساحات ومناطق واسعة، الكثير منها مأهولة بالسكان؛ امتدت من القصبات والجرود المتاخمة للحدود في جنوب لبنان بمختلف مناطقه، إلى مناطق تعد في عمق البقاع والهرمل، وقد نقلت "أسوشياتد بريس" عن مسؤول عسكري (إسرائيلي) تشديده على أن "الضربات تهدف إلى الحد من قدرة حزب الله على شن مزيد من الضربات على الكيان".
بينما وجه المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي رسالة إلى سكان القرى اللبنانية، قائلا :"الغارات ستبدأ على المدى الزمني الوشيك".
بدورها، قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" طلبت من جميع موظفيها المدنيين أن يخرجوا مع عائلاتهم إلى مناطق آمنة شمال نهر الليطاني، في حين أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن "غارات العدو الإسرائيلي على بلدات الجنوب أدت إلى استشهاد أكثر من 492 مدني أغلبهم من النساء والأطفال والمسعفين، وإصابة أكثر من 1645 آخرين"، حتى ساعة إعداد هذا التقرير ظهر أمس الاثنين.
وتوازيًا مع هذا العدوان العنيف وارتداداته على السكان في المناطق المختلفة التي طالتها نيرانه، عمد الكيان المحتل إلى إعمال أساليبه النفسية؛ عبر إرسال الرسائل النصية التحذيرية للمواطنين في بيروت، وعدد من المناطق، إذ وصلتهم رسائل هاتفية تحذيرية عبر الشبكة الثابتة، مصدرها العدو الصهيوني تطلب منهم إخلاء أماكن وجودهم سريعا، كما تلقى مكتب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري اتصالا، دعا خلاله المجيب الآلي إلى إخلاء مبنى الوزارة في بيروت، وفي هذا السياق أشار وزير الإعلام زياد المكاري، في بيان، إلى أنه "في إطار الحرب النفسية التهويلية التي يعتمدها العدو الإسرائيلي، تلقى عدد كبير من المواطنين في بيروت والمناطق رسائل هاتفية عشوائية موحدة عبر الشبكة الأرضية، تدعو المجيب إلى إخلاء مكان وجوده، وكان مكتب وزير الإعلام من الذين تلقوا الرسالة"، معتبرا أن "هذا الأسلوب ليس غريبا على العدو الإسرائيلي الذي يتوسّل كل السبل في حربه النفسية، وهو لا يقدم ولا يؤخر في شيء"، وأكد أن "العمل في وزارة الإعلام مستمر وطبيعي، وجميع العاملين منصرفون إلى مهماتهم اليومية التي تفوق أي رسائل أهمية في هذا الظرف الدقيق، داعيا إلى عدم إعارة الأمر أكثر مما يستحق، علما أنه محل متابعة من الجهات المعنية".
ويأتي ذلك ردًا على تأكيد حزب الله أن محاولات العدو للفصل بين جبهتي لبنان وغزة "يائسة"، وأنه مستمر في عملياته النوعية لإسناد فلسطين، وكان نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قد أعلن الدخول بمرحلة جديدة، عنوانها "معركة الحساب المفتوح"، بينما أكد استعداد الحزب لمواجهة كافة التحديات العسكرية. وقال قاسم: "لن نحدد كيفية الرد على العدوان وقد دخلنا مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح".
وأطلق حزب الله أمس، صليات من الصواريخ باتجاه مناطق وجود جيش الكيان المحتل، في إشارة إلى استمرار جهد الحزب وعدم تأثره بالعدوان، وأعلن حزب الله قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشّمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللّوجستيّة في قاعدة عميعاد، ومُجمّعات الصّناعات العسكريّة لشركة "رفائيل" في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا؛ بعشرات الصّواريخ، بينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بحصول "هجوم بالصواريخ والمسيرات من جنوب لبنان باتجاه الجليل".
إلى ذلك، حذر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من عواقب العدوان الصهيوني على لبنان بقوله: إن "ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بشأن مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى غزة ثانية، وأنها حرب يجب أن تنتهي، هذا الموقف يجب أن يكون حافزا للجميع لا سيما دول القرار للضغط على الكيان المحتل لوقف عدوانه وتطبيق القرار الدولي رقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن، وحل القضية الفلسطينية على قاعدة اعتماد حل الدولتين والسلام العادل والشامل".
وشدد ميقاتي، على أن "العدوان المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء، وفي كل الاتصالات التي نقوم بها، ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الفاعلة إلى الوقوف مع الحق، وردع العدوان، ونجدد التزامنا بالقرار 1701 بشكل كامل، ونعمل كحكومة على وقف الحرب الإسرائيلية المستجدة ونتجنب قدر المستطاع الوقوع في المجهول".