صور تثبت إصابة الصواريخ الإيرانية لأهدافها

قضايا عربية ودولية 2024/10/06
...

 ميغ كيلي وإيموجين بايبر وإيفان هل*
 ترجمة: أنيس الصفار                

تكشف مراجعة لمقاطع فيديو وصور التقطت اثناء وبعد الهجوم الذي وقع ليل الثلاثاء الماضي أن أكثر من عشرين صاروخاً بالستياً إيرانياً طويل المدى قد أفلحت في اختراق الدفاعات الجوية لإسرائيل وحلفائها وضرب أهداف بالقرب من ثلاث منشآت عسكرية واستخباراتية على الأقل.
حيث أظهرت مقاطع فيديو تحققت منها صحيفة واشنطن بوست بشكل مباشر أن 20 صاروخاً قد أصابت قاعدة نيفاتيم الجوية جنوب صحراء النقب، بينما أصابت ثلاثة صورايخ أخرى قاعدة تل نوف وسط اسرائيل. وقد أخبر محللون صحيفة واشنطن بوست أن المقاطع والصور الملتقطة تأتي متوافقة لدى مطابقتها مع الضربات المباشرة التي أصابت القواعد الإسرائيلية وليس على أساس حطام الصواريخ المتساقط إلى الأرض عقب الاعتراض. كذلك تظهر مقاطع فيديو أخرى صاروخين على الأقل وهما قرب تل أبيب في منطقتي "سينما سيتي غاليلوت" وهود هاشارون" غير بعيد عن مقر وكالة التجسس الإسرائيلية "الموساد" مخلفين في الأرض حفرتين على
الأقل.
يثير الكشف عن هذه النتائج تساؤلات بشأن المدى الكامل للأضرار التي لحقت بالقواعد العسكرية الإسرائيلية، كما يشير إلى أن إيران كانت أكثر نجاحاً هذه المرة في تفادي الدفاعات الإسرائيلية مقارنة بشهر نيسان الماضي، وفقاً لتقارير واشنطن بوست.
صرح الجيش الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي قد حدت من حجم الضربة الصاروخية، لكنه أحجم عن الإجابة على الأسئلة المتعلقة بعدد المواقع المتأثرة بهذه الضربات. تدعي الولايات المتحدة وإسرائيل أن الأضرار على الأرض كانت طفيفة. غير أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" امتنعت عن التعليق على النتائج التي توصلت إليها صحيفة واشنطن بوست، كما امتنع الجيش الإسرائيلي عن الاستجابة لطلب الصحيفة بتعليق من جانبه.
تظهر ثلاثة مقاطع فيديو، تحققت صحيفة واشنطن بوست من تزامنها، وابلاً من الصواريخ يشق السماء باتجاه قاعدة نيفاتيم الجوية. يشاهد في الفيديو أيضاً وميض ساطع في السماء حيث يبدو أن  صاروخ اعتراض إسرائيلي قد تمكن من إيقاف أحد الصواريخ المقبلة. فوق خط الأفق أخذت تندلع كرات نارية وارتفعت أعمدة الدخان في 20 موقعاً على الأقل من المواضع التي ضربتها الصواريخ، وفقاً لتحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست لمقاطع فيديو أمد كل منها 30 ثانية تبتدئ عند ظهور الصواريخ في السماء.
تظهر صور أقمار اصطناعية متوسطة الوضوح التقطها "بلانيت لابز" يوم الأربعاء ما يبدو وكأن مبنى واحداً على الأقل قد تعرض للتدمير في قاعدة نيفاتيم. بيد أن صورة عالية الوضوح لجزء آخر من القاعدة تظهر ثقباً واسعاً في سقف إحدى حظائر الطائرات إلى جانب العديد من الحفر التي أحدثها سقوط صواريخ أخرى.  يقول "جيفري لويس" مدير برنامج شرق آسيا لعدم الانتشار بمعهد مدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا أن فريقه قد أحصى 32 ضربة على نيفاتيم لوحدها.
إلى الشمال من قاعدة نيفاتيم يظهر مقطع فيديو في تل أبيب صاروخين يشقان السماء مسرعين من جهة الشرق صوب "سينما سيتي غاليلوت" و"هود هاشارون" قرب مقر جهاز الموساد. أحد الصاروخين ضرب الأرض متسبباً بانبثاق ضوء ساطع.
يظهر مقطع فيديو آخر التقط عقب الهجوم مباشرة وتم نشره على وسائل التواصل يوم الثلاثاء حفرة واسعة وسط طريق سريع تسببت في وقف تام لحركة المرور. المركبات الأقرب إلى موقع هذه الحفرة كانت تغطيها طبقة خفيفة من التراب، كما يبدو أن زجاج بعضها قد تحطم.
يظهر تحليل مقطع الفيديو أن الصاروخ أصاب الطريق السريع في نقطة الوسط محدثاً حفرة يقارب عرضها 6 أمتار وعمقها أكثر من 3 أمتار، وقد شاهد أحد صحفيي واشنطن بوست حفرة مماثلة على الطريق السريع نفسه. ولم يتضح على الفور نوع الصواريخ التي استخدمت في هذا الهجوم.
تقول وكالة أنباء مهر الإيرانية، إن الصواريخ التي استخدمت كانت من نوعي "قادر" و"عماد"، وأضافت أن 90 بالمئة من تلك الصواريخ أصابت أهدافها. ويعد صاروخاً "قادر" و"عماد" من الصواريخ الأبعد مدى في ترسانة إيران. وقد صرحت إيران أيضاً أنها استخدمت صاروخ "فاتح-1" لأول مرة، وهذا الصاروخ  يستطيع المناورة بسرعات عالية لتجنب الأنظمة الاعتراضية.
يظهر مقطع فيديو آخر، حدد موقعه الجغرافي لأول مرة باحثو المصادر المفتوحة وأمكن تأكيده بشكل مستقل من قبل صحيفة واشنطن بوست، عدداً من أعمدة الدخان ترتفع في الهواء فوق الأفق جرَّاء زخة أخرى من الصواريخ أصابت قاعدة "تل نوف" الجوية، ثم أعقبت سقوط الصواريخ ومضات ساطعة يبدو أنها كانت جرَّاء نفجارات ثانوية.

* عن صحيفة "واشنطن بوست