بيروت: جبار عودة الخطاط
يواصل العدوان الصهيوني غاراته الهمجية التي استباحت مختلف مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، ومساحات أخرى، فضلًا عن محاولاته في التوغل البري في جنوب لبنان، والتي تقابل بمقاومة عنيفة من قبل حزب الله الذي الذي واجه دبابات ومشاة العدو بضربات مباشرة، بينما أبدى وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري، خشيته من تحوّل لبنان إلى "غزة ثانية"، مشيراً إلى "أنّنا نعتقد دائماً بوجود أمل ضئيل في الجانب الدّبلوماسي".
وتبدو مساعي الحراك السياسي لمواكبة العدوان العنيف على لبنان، والعمل على إيقافه في موقف حرج وصعب؛ نظراً لتزمّت رئيس حكومة الحرب الصهيونية، ولعدم وجود أدوات ضغط جدية على الكيان المحتل من قبل القوى الدولية التي لم تترجم تصريحاتها ومبادراتها إلى خطوات عملية في ميدان يشتعل بضراوة.
في هذا الاتجاه، صرح وزير الخارجيّة الإيرانيّة عباس عراقجي أمس السبت، أنّ "هناك مبادرات في سیاق وقف إطلاق النّار في لبنان وغزة، وقد جرت مشاورات في هذا المجال نأمل أن تكون ناجحة، ولكن مع الأسف تستمرّ الأعمال العدائيّة والجرائم الّتي يرتكبها الکیان الصهيوني". وأضاف عراقجي، في تصريحه لدى وصوله إلى دمشق أمس، أنّ "هدف زيارته هو مواصلة المشاورات بشأن التّطوّرات الإقليميّة"، مشيراً إلى "أنّنا أجرينا في بيروت مشاورات مهمّة مع المسؤولين في الحكومة اللبنانية"، وشدد على "أنّنا كما آمنّا منذ البداية، فإنّ الکیان الصّهيوني لا يعرف لغةً أخرى غير لغة القوّة والحرب والجريمة، وهو يواصل جرائمه كلّ يوم في بيروت وجنوب لبنان وغزة، وهذا يتطلّب جهداً جماعيًّا في المجتمع العالمي لوقف هذه الجرائم".
بدوره، بحث رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان الأوضاع الرّاهنة في لبنان، والجهود المستمرّة للتّوصّل إلى وقف إطلاق النّار، وشكر ميقاتي بن زايد خلال اتصال هاتفي على "وقوفه الدّائم إلى جانب لبنان، وبشكل خاص دعمه الإنساني الأخير الّذي يُسهم في إغاثة النّازحين، ويدعم جهود الحكومة لمواجهة هذه الكارثة الكبيرة الّتي حلّت بلبنان".
في حين أبدى وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري، خشيته من تحوّل لبنان إلى "غزة ثانية"، مشيراً إلى "أنّنا نعتقد دائماً بوجود أمل ضئيل في الجانب الدّبلوماسي، لأنّ لبنان يتعرّض للقصف كلّ يوم. بيروت تتعرّض للقصف كلّ يوم، كلّ ليلة، على مدى 24 ساعة. البقاع، جبل لبنان، الجنوب".
وشدّد، على هامش حضوره القمّة التّاسعة عشرة للفرانكوفونيّة في باريس، على أنّ لبنان "يعوّل كثيراً على فرنسا، نعوّل أيضاً على المبادرة الفرنسيّة الأميركيّة الّتي تمّ إعدادها في نيويورك على هامش الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، وحظيت بدعم جهات عدّة مثل الاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات وقطر وبريطانيا وغيرها". وأعرب مكاري عن إدانته "الموقف الإجرامي" لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، لافتاً إلى أنّ الأخير "قام باغتيال رئيس المكتب السّياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية بينما كان يفاوض على وقف لإطلاق النّار. واغتال الأمين العام لـ(حزب الله) السيّد حسن نصرالله، لذلك، كان يدرك ما سيحصل"، معتبراً أنّ ذلك "غير مقبول".
ميدانياً، حيث اشتعلت الأوضاع بشكل خطير، واصل الجيش الصهيوني غاراته العنيفة التي طالت مختلف المناطق، بينما واصل من جانب آخر هجماته البرية في محاولة لاجتياح جنوب لبنان الأمر الذي قابله حزب الله بضربات نوعية وجهت بشكل مباشر إلى دبابات وجنود العدو، وعلمت "الصباح" بحصول اشتباكات عنيفة أمس السبت في منطقة خلة الخنافر بين عديسة وكفركلا بين مجاهدي حزب الله وعناصر الجيش الصهيوني التي تحاول إحداث خرق في دفاعات الحزب دون جدوى، ومازالت الاشتباكات جارية حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وقد أعلن الحزب في بيان أمس السبت، أنّه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزّة، وإسناداً لمقاومته الباسلة والشّريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، وردًّا على الاستباحة الهمجيّة للكيان الصهيوني للمدن والقرى والمدنيّين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة دبّابة (ميركافا) أثناء تقدّمها إلى مرتفع الباط آخر حرش مارون بصاروخ موجّه؛ وأصابوها إصابةً مباشرةً وأوقعوا طاقمها بين قتيل وجريح".كما أعلن الحزب مهاجمته قوّة مشاة صهيونية معادية لدى محاولتها التّقدّم باتجاه محيط البلديّة في بلدة العديسة اشتبك معها مجاهدو المقاومة الإسلاميّة، ممّا أدّى إلى حصول انفجار ضخم في القوّة المتقدّمة وأُجبرت على التّراجع؛ ووقع في صفوفهم قتلى وجرحى". وكشف حزب الله في بيان آخر، قصف مجاهدوه المقاومة الإسلاميّة قاعدة رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 1.
،وكان للطيران المعادي جولات عنيفة من الغارات المتتالية التي طالت عدة مساحات في لبنان، وكانت للضاحية الجنوبية حصة كبيرة من نيرانها، حيث شنّ الطّيران الحربي الصهيوني بعد منتصف اللّيل وفجر أمس السبت، 12 غارةً عنيفةً على الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدفت محيط جامع القائم، برج البراجنة، محيط مجمع سيد الشهداء في حارة حريك بصاروخَين، الرويس، حي الأبيض والشويفات منطقة الأجنحة الخمسة.
إلى ذلك، أعلن النّاطق الرّسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، أنّ "الجيش الصهيوني أبلغ اليونيفيل في 30 أيلول الماضي، عن نيّته القيام بعمليّات توغّل برّيّة محدودة في لبنان، كما طلب منّا نقل بعض مواقعنا". مضيفًا أنّ "حَفَظة السّلام لا يزالون في جميع المواقع، ويظلّ عَلم الأمم المتّحدة مرفوعًا"، وشدّد على أنّ "سلامة وأمن قوّات حفظ السّلام أمر بالغ الأهميّة، ونذكّر جميع الجهات بالتزامها احترام ذلك".