خاتم السيد

ثقافة 2024/10/08
...

 رندة حلوم

ماذا بعد السّيد حسن؟
كان بثاً مباشراً وكانت مذيعة نشرة الأخبار ترتدي ملابسها التي باللّون الأرجواني عندما سألت الضّيف المحلل السّياسي هذا السّؤال؟
أجابها مستفيضاً بالكثير من التّحليلات حول "حزب اللّه"، وحول إيران، وسوريا، والعراق، وحول الكيان الصهيوني، كان الحديث مركزاً حول المقاومة وخسارتها الفادحة، وهل ستغير سياستها بعد استشهاد السّيد، هل ستنتقم إيران، هل ستحتفظ سورية بحق الرّد، هل سيتقدم اللاعب العراقي إلى ما بعد خط الوسط؟.
انتهت الحلقة التي شاهدها مع  المخرج والمعدّ وفريق عمل الحلقة، بعض العملاء من المتعلقين بلحية  الإعلام "الوهابي"..
خرج الجميع من "الاستوديو ".
ساهمين وكأنَّ ذلك المحلل السياسي ابتلع كلّ الكلام.
جلست المذيعة على الرصيف تبكي، وانهالت على رأسها الفارغ بكلتي يديها، وأخذت تلوم نفسها إلى متى سوف تظل تردد ما يكتبه لها المعد..
فهي تعلم أنَّ السيد ليس مرحلة، كما أن الحسين "ع" لم يكن مرحلة. عادت إلى سيارتها الفارهة في شوارع الخليج، ومضت إلى حيث تسكن، هناك أعادت الحلقة المسجّلة مرات، ومرات، ومرات..
في الحلقة التالية، وكانت بعد أسبوع - تماما - مباشرة على الهواء، اقتربت كاميرا المصور من عيني المذيعة، التي بدت متوترة قليلاً، ها هي تشرب نصف كوب الماء الذي أمامها، ثم تستدير إلى حيث أشار لها المصور، إلى الكاميرا رقم (2)، كانت لا تبدو أيّة ردّت فعل على وجهها، وكأنّها لا تسمع كلمات المعد من غرفة الإعداد، وهو يشير إلى أنّها تأخّرت في بدء الحلقة، لكن سرعان ما ظهرت على ملامحها نظرة حادة، وبدا عليها شيء من البأس بعدما تأكدت من أن "المايك" مثبت على عروة قميصها الأسود، رفعت رأسها، وسألت الكاميرا بعد أن أخذ المصور ذلك "الزوم" على وجهها المتجّهم، وشفتاها تتحركان بسؤال
الحلقة:
  من قتل الحسين مرتين؟
أوقف المخرج الحلقة لأنّ المذيعة خرجت عما يكتبه الإعداد، لكن سؤال المذيعة ظل يمشي بلا قدمين يردده الصدى من قتل الحسين مرتين.. مرتين.. من قتل الحسين..
مرتين؟!
أجابها الخاتم المكسور: لكل زمن يزيده.