ضرغام عباس
إنّي أعيش الآن، أكثر ممّا تتخيلون
أعيش حيوات كثيرة..
سافرتُ الى مدن لم تذكر على خارطة، وشاهدت شروق الشمس من كل الجهات.
أيُّ أسى تبعثه لوحة الغروب، ودمُّ الشمس مراق
على مذبح الأفق.
كثيرٌ من الأشياء قد شرقت في حياتي، وما زالت.
أشياء كثيرة وددت قولها،
لكنّني في كل مرة أخشى من عدم الفهم،
فأعود وأسكت.
وأريد أنّ أقول مرة أخرى، فأخشى من عدم الفهم،
وأعود وأسكت مرة أخرى.
لقد صيّرني السكوتُ، شيئًا منسيًا كالرّماد
لا ينتظر أحدًا ولا يودع أحدًا.
شيءٌ جميل، يا لمتعة أن تقتل الحياة أشياءً
كانت سببًا في لهاثكَ
وراء الحياة.
للطريق أقدام لكنّها لم تعرف المشي، لم تذق يومًا
مرارة عدم الوصول، فضّلت السكونَ على الحركة.
ربما في السكون كون مطمئن، رمل يتقوّس فوقه الهواء. والحركة زمن أملس كالحصاة.
إنّي أعيش الآن حيوات كثيرة..
قد يحدث أن أَشرِق خمس مرات في اليوم
قد يحدث أن أَطعن خمس مرات في اليوم
لن أزول، دون أن أجعل ما يُديم إشراقي
لن أزول، إلّا وقد ملأ ضيائي العالم كلّه.
إنّي أعيشُ الآنَ حيواتٍ كثيرة ..
أحببت هذه الكلمات لذلك أكرّر كتابتها
"على الكلمات التي نحبّها أن تبقى دائمًا في أفواهنا وأن نعيد كتابتها مرارًا على الورق"
إنّي أعيشُ الآنَ حيواتٍ كثيرة.
صاحبتُ كلَّ الشوارع، وأبحرتُ إلى ما بعد الأخيلة
تسكعتُ فوق أرصفة لم تطأها أقدام مطر أو عين وهم. تكلّمت بكلِّ اللغات، غنيتُ بكلِّ اللغات
وأنا كلمة واحدة لم انطق. "ألا يكون الكلام أحيانًا أخرس، والصمت مطلوق اللسان".
ما من شيءٍ ولم أفعله في هذا العالم
ضعْتُ وجلّتُ ومتُّ وعدتُّ
وأنا في مكاني.
كانت غرفتي بمثابة مجرّة
وكنتُ أنا، إله هذه المجرّة.