زيد الحلي
فرحي يكبر، حين ألتقي بأصدقاء وزملاء عشت معهم سنوات اليفاعة والشباب، كأنني في ذلك أريد أن اِلتمس لنفسي، انساً وسلوى، في فورة الحنين لأحبة عايشتهم مدة طويلة من الزمن، فأقنع نفسي بأني مقيم في ما بينهم، اتنفس من خلالهم ضوع تلك المدة البهية من العمر ..
صحيح أن الزمن صار عند من في أعمارنا، شيئاً ليس مثل ما عند الشباب، حيث تجمدت فيه الدقائق، وغدت مثل ساعات باردة، رتيبة، وأيامه قاسية؛ فالأسبوع الذي يبدأ يكاد لا ينتهي والسنة التي تطل برأسها تسقط فوق صدورنا عقداً، بالغة التآكل..!. لكننا نجتهد في معاكسة الزمن؛ لنذيب كل صدأ الأيام، ونفتح بابا لشمس المستقبل، فالحياة ضوء بهيج، وبدونه تبدو صماء بكماء .. فهي مثيرة للطموح، ومثيرة لحلم يومي لا يُمل، ولا يرضى بالمصادفات، ومجاملات الآخرين، أساسه الدقة والصدق والتحليل المنطقي والبساطة التي يفرح بها المجتمع ويستسيغها بمحبة وشوق . إن الإنسان الناجح، عليه أن لا يفكر بحيثيات اليوم المنصرم، وانما يجب أن يعد العدة لمسيرة غده، غير أن ذلك لا يعني أن يغض النظر عن أي خطأ مر، فالعمل اليومي يتحمل الخطأ، لكن أن ما يسعد المرء هو أن يبقى وجدانه، نديا اخضر مرغوبا من الجميع؛ وعليه السعي لجعل محيطه، كشارب القهوة، يستمتع بها رغم سوادها ومرارتها.