نيران حزب الله تحرق الصهاينة في «اللبونة»

قضايا عربية ودولية 2024/10/10
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

معارك ضارية يخوضها حزب الله في تصديه للمحاولات المحمومة من قبل الجيش الصهيوني في محاولة اختراق دفاعات المقاومة والوصول لموطئ قدم لهم في جنوب لبنان، بينما أفادت وسائل إعلام عبرية بانفجارات عنيفة في منطقة الكرمل جنوب مدينة حيفا، في وقت واصل فيه الطيران المعادي تنفيذ غاراته المدمرة التي طالت الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب.
وفي خط مواز؛ يدور كلام في الشارع السياسي والإعلامي عن مساعٍ تبذل للتوصل لتسوية سياسية للحرب بين حزب الله والجيش الصهيوني، تبذل لبنانيًا من قبل الرئيسين نبيه بري رئيس مجلس النواب ونجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال، قوامها نشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات "اليونفيل" الدولية؛ تمهيدًا لوقف إطلاق النار، غير أن المصادر المطلعة تفيد بأن مسألة وقف إطلاق النار حاليًا في المواجهة مع لبنان لا تشكل أولوية لدى حكومة نتنياهو، وأن ذلك يعد في حسابات حكومة حربه فرصة لحزب الله لالتقاط أنفاسه وإعادة ترتيب أوضاعه، أما الحزب فهو ينخرط الآن في مواجهة عنيفة استطاع فيها وبشكل لافت تكسير كل موجات الجيش الصهيوني في محاولاته لاجتياح جنوب لبنان، فضلًا عن صواريخ الحزب التي ما برحت تنهمر في العمق المعادي محققة إصابات مباشرة.
في الأثناء، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، المجتمع الدولي إلى "مواصلة الجهود الرامية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في كلّ من قطاع غزة ولبنان"، ورأى أنه "يجب ألا نضعف في هذا الوقت الحرج، لضمان وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وإيصال المساعدات التي يحتاج إليها بشدّة قطاع غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن"، وأشار لامي، في بيان أمس الأربعاء نشرته وزارته، إلى أنّ الوضع الراهن في الشرق الأوسط "خطر بشكل لا يصدّق".
المتحدث باسم البيت الأبيض، ذكر في تصريح أمس الأربعاء، أن "الحل الدبلوماسي في نهاية المطاف هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم عبر الخط الأزرق"، مضيفًا: "نحن على اتصال منتظم مع القادة (الإسرائيليين) ونعبر لهم عن مخاوفنا بشأن الخسائر المدنية"، وتابع بقوله: إن "الرئيس بايدن كان واضحا بأن وقف إطلاق النــار سيكون ضروريا لتوفير مساحة للدبلوماسية"، غير أن الأوساط السياسية في لبنان تنظر بعين الريبة للطرح الأميركي وتعتقد بأن واشنطن متورطة بشكل أو بآخر في العدوان على لبنان وغزة، وأن ثمة وحدة أهداف تجمع بين واشنطن وتل أبيب.
في خضم ذلك، يبقى هدير الغارات والعمليات العسكرية العنيفة هو الأقوى؛ إذ أعلن حزب الله، أنه "لدى محاولة تقدّم قوة للعدو الصهيوني باتجاه منطقة اللبونة، استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة ما أدى إلى تراجعها". كما أعلن الحزب "استهداف تجمع لجنود العدو الصهيوني جنوب مارون الراس بصلية صاروخية". وكذلك، "تفجير المقاومة عبوة ناسفة بِقوةٍ من جنود العدو الصهيوني، واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا وأوقعوا فيها إصابات دقيقة".
وكان للطيران الحربي المعادي جولاته الهمجية التي طالت بنيرانها العنيفة مناطق: النبي شيت، وبريتال، والخضر، وحوش بردى السعيدة، وجديدة الفاكهة، وطريق بوداي ضمن نطاق البقاع، إضافة إلى الغارات المتواصلة العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، وقد استهدفت الغارات الكفاءات، وبرج البراجنة، والليلكي، ملحقة بهذه المناطق دمارًا شاملا، وتسببت بانهيار أربعة مبان سكنية متلاصقة في منطقة برج البراجنة إثر غـارة معادية.
إلى ذلك، أشارت مصادر إعلامية لبنانية أمس الأربعاء، إلى "توقيف شخص يحمل جواز سفر بريطانيا في الضاحية الجنوبية لبيروت، تبين أنه (إسرائيلي)، وهو من بين الإعلاميين الذين وصلوا إلى لبنان في الأسبوعين الماضيين. ولدى تفتيشه، عثر في حوزته على جواز سـفر (إسرائيلي) يحمل صورتـه باسم يهوشع ترتكوفيسكي، من مواليد العام 1982 في الولايات المتحدة الأميركية، ولدى البحث عـن الاسـم عبر محرك البحث ظهر اسم شبيه له يعمل في موقع عبري".