طهران: محمد صالح صدقيان
وصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الرياض أمس، في جولة تشمل عددا من العواصم الإقليمية، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والوقوف أمام استمرار الاعتداءات الصهيونية علی دول وشعوب المنطقة، في الوقت الذي تتحدث فيه طهران عن إجراءات نووية تتخذها في حال تعرضها لهجوم إسرائيلي .
وقالت السفارة الإيرانية لدى الرياض، إنه بحث في الرياض مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والشعبية، وتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، نظراً للعلاقات الأخوية التي تربط الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن الزيارة تندرج في إطار المشاورات الدبلوماسية الإيرانية والتنسيق مع دول المنطقة لوقف الإبادة الجماعية واعتداءات الكيان الصهيوني، وتخفيف معاناة إخواننا وأخوتنا في غزة ولبنان، مؤكدا عزم بلاده علی تعزيز العلاقات مع جيرانها، لضمان الاستقرار والأمن وتطوير التعاون الاقتصادي بما يخدم كل شعوب المنطقة .
إلی ذلك، رأی بقائي، أن الكيان الصهيوني، يهدف من توسيع رقعة الحرب إلى ممارسة "التأثير الشرير" في نتائج الانتخابات الأميركية التي تجری في 5 تشرين الثاني المقبل، متهما هذا الكيان بجر المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة لتحقيق هذه الأهداف .
ورأی عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني أن "الإرهابي والمجرم نتنياهو" لا يستخدم الموارد المالية والقنابل الأميركية فحسب، بل إنه يحدد ويسند مهام للولايات المتحدة الأميركية.
وبشأن الهجوم المحتمل علی أهداف إيرانية، أشار مصدر إيراني رفيع المستوی لـ "الصباح"، إلى أن "طهران اتخذت كامل استعداداتها للرد علی أي هجوم صهيوني".
وقال المصدر، إن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن أي هجوم تتعرض له المنشآت النووية فإن ذلك سيدفع إيران للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، إضافة إلی التفكير جديا بتغيير عقيدتها النووية .
ولم يعط المصدر الكثير من المعلومات بشأن تغيير "العقيدة النووية"، لكن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى البرلمان علاء الدين بروجردي، أوضح أن انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي دفاعا عن المصلحة القومية الإيرانية، هي فكرة طرحت للتداول بصورة جادة في البرلمان .
وقال بروجردي أمس، إن أي حدث من الممكن أن يقع، وإن فكرة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي في داخل إيران، لاسيما في مجلس الشورى، هي فكرة جادة من أجل الدفاع عن المصلحة القومية للبلاد، مشيرا إلی أن الانسحاب من هذه المعاهدة يستوجب إقراره من قبل البرلمان.
إلى ذلك، صرح رئيس منظمة التعبئة في إيران العميد غلام سليماني، أن "أعداء العالم الإسلامي يسعون إلى الإضرار بقبلة المسلمين الأولى في العالم".
وتوعد سليماني أعداء بلاده، قائلا في كلمة ألقاها بالمؤتمر الأول لإحياء ذكرى "شهداء إعلام محور المقاومة": "الشعب الإيراني يمتلك أحدث التقنيات التي لا تقتصر على تقديرات العدو، بل ستستخدم إيران تقنيات جديدة، تقنيات أظهرنا جزءًا صغيرًا منها في عمليات الوعد الصادق 1 و2"، مؤكدا أن "الشعب الإيراني لم يكن البادئ بالحرب طيلة التاريخ، لكنه دافع دائمًا عن البلاد".
واضاف سليماني أن "الكيان الصهيوني ينهار من الداخل ويواجه الدمار، ولديه سكان مرتبكون ويائسون، فلا خيار أمامه سوى الاستسلام".
