بغداد: محمد إسماعيل
عد الفنان محمد هادي، جيله من الملحنين الشباب غير محظوظ، مبرراً: اِلتهمتنا الحروب وأحاطت بنا العقوبات الدولية – التي عرفت عالمياً بالحصار، وبعد 9 نيسان 2003 تسلمتنا مرحلة التنافس مع الطارئين الذين فرضوا أنفسهم قسراً على الثقافة، من دون أن يحمل أي منهم رسالة جمالية.. بل الغالبية تحتكم إلى رثاثة الابتذال عذراً في تكريس وجودها.
وأوضح: يغنون كلمات لا تستحق أن يسمعها إنسان ذواق.. بل معظمها يخدش الحياء، ويلحنها موسيقيون رديئون لا يحسنون التعامل مع المقامات والإيقاعات والأطوار، وتؤديها أصوات غير غنائيّة أخذت مساحتها لعدم وجود لجان اختبار ولا فحص أصوات في الفضائيات التي تبث الغثّ والسمين على حد سواء، وقال: نشازات يسمونها حداثة، وعندما نترفع عنها يتهموننا بالعجز عن مواكبة التجديد، فنوقر أنفسنا بالتغاضي، عن السؤال: هل الخطأ حداثة؟ ولا نريد جواباً! مؤكداً: مع الأسف حل الآن جيل ظهر بين مرحلتين.. لا هوية له.. كل شيء يمشي عنده، وكل أغنية تكسب جمهوراً تتحول إلى ظاهرة ينسج الجميع على نولها مهما كانت هابطة، فضلاً عن العتب الذي لن أطلقه بحق جمهور يردد أغنية هابطة ويروجها وينشرها.
وأشار الفنان محمد هادي، إلى أنه شخصياً: بدأت بالدراسة قبل أن أحول موهبتي من الهواية الى الاحتراف، ولم أطرح نفسي ملحناً إلا بعد استيفاء مقومات فن التلحين، وقدوتي.. طالب القره غولي وداخل حسن ويوسف عمر، اتخذتهم مقياساً، منه انطلق وحوله أدور؛ لذلك لم أعد استسيغ أغنية تطرح على أنها حداثة وهي منفلتة من المقاييس الأكاديمية والتراثية.. مقامياً وايقاعياً ولا توافق فيها بين العزف وصوت المطرب، وأضاف: برغم صعوبة الفرص، في زمننا، تمكنا من أن نؤسس برنامج اكتشاف المواهب "عراق ستار" الذي أطلق نجوماً في سماء الأغنية العراقية، منهم الفنانون نزار كاظم وإبراهيم كامل ومروة وفهد النوري، لافتاً: توجهت الآن إلى تلحين الأوبريتات وتايتلات المسلسلات؛ كي ابتعد عن هذه التداعيات التي لا جدوى من محاولة تقويمها.
وأفاد الفنان محمد هادي: انتهيت من تلحين أوبريت شعري تأليف ضياء الميالي، سجله ياس خضر.. رحمه الله، وحميد منصور ورضا الخياط.. أسأل الله له الشفاء، وأعمل حالياً على تلحين أوبريت مسرحي يعرض على مبنى المتصرفية بمناسبة "يوم بغداد" تأليف الشاعر ماجد عودة، إخراج محمود أبو العباس.. غناء الفنانين عبد فلك وعمر هادي ود. نجاح عبد الغفور ومياسين.. تمثيل أبو العباس ومحمد طعمة التميمي، حرصت على أن يكون إنموذجاً أكاديمياً يحمل تطلعات تجديدية محسوبة بمسؤولية ثقافية.