حزب الله: قرّرنا تأديب العدوّ الصهيوني

قضايا عربية ودولية 2024/10/15
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

لفتت غرفة عمليّات حزب الله أمس الاثنين إلى "أنّنا كنّا قد حذّرنا سابقًا، من تمادي العدو الصهيوني في الاعتداء على أهلنا الشّرفاء في كلّ بقاع لبنان الصّامد"، وشدّدت على أنه "بعد كلّ ما تقدّم، كان قرار قيادة المقاومة الإسلاميّة هو تأديب هذا العدو، وإظهار بعض من كثير؛ ممّا هي قادرة عليه في أيّ وقت تختاره وأيّ مكان تريده".

وشكّل الهجوم النوعي الذي شنه حزب الله مساء أمس الأول، صدمة للأوساط العسكرية والسياسية والإعلامية في الكيان المحتل بعد أن أسفر هجوم بطائرة مسيّرة، أطلقها الحزب على موقع قرب وادي عارة في منطقة بنيامينا عن مقتل أكثر من 4 أشخاص وإصابة 67 شخصًا، وجاءت هذه العملية بعد سلسلة اعتداءات همجية من قبل طيران العدو الحربي والذي شن فيها غارات عنيفة على مناطق مختلفة من لبنان.

إزاء ذلك، أكدت غرفة عمليّات حزب الله، أنّه "بعد كلّ ما تقدّم، كان قرار قيادة المقاومة الإسلاميّة هو تأديب هذا العدو، وإظهار بعض من كثير ممّا هي قادرة عليه في أيّ وقت تختاره وأيّ مكان تريده، سرّياً كان أو علنياً. فكان الهدف أحد معسكرات لواء النخبة (غولاني) في بنيامينا جنوب مدينة حيفا المحتلّة، غير المعلوم للكثير من المستوطنين".

ولفتت غرفة العمليّات إلى "أنّنا كنّا قد حذّرنا سابقًا، بأنّ تمادي العدو الصهيوني في الاعتداء على أهلنا الشّرفاء في كلّ بقاع لبنان الصّامد، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنّسبة لصواريخ المقاومة ومسيّراتها بمثابة كريات شمونة والمطلّة وغيرها من المستوطنات الحدوديّة مع لبنان. وأرفقنا هذا التّحذير ببعض ما عادت وتعود به طائراتنا المسيّرة (الهدهد) من معلومات عن أهداف عسكريّة صهيونية (حسّاسة) ومرافق (حيويّة) صهيونية في فلسطين المحتلة، وخاصّةً في مدينة حيفا المحتلّة، كما وأكّدنا لهذا العدو بأنّ المقاومة الإسلاميّة ترى وتسمع حيث لا يتوقّع". وأضافت في بيانها أنَّ "العدو الصهيوني راهن بأنّ المقاومة الإسلاميّة لن تتمكّن من تنفيذ تهديدها، بعد ما أقدم عليه من عمليّات أمنيّة دنيئة واغتيال قادتها الأبرار، وفي مقدّمتهم شهيدنا الأسمى والأقدس الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، ولم يلتفت لتحذيراتها، واستمر في التّمادي باعتداءاته على أهلنا الشّرفاء وارتكاب أبشع المجازر بحقّ النّساء والأطفال؛ خاصّةً في مدينة بيروت والضّاحية الجنوبيّة".

على الجانب الآخر، أشار رئيس أركان الجيش الصهيوني هرتسي هاليفي خلال زيارته لقاعدة "غولاني"، إلى "أننا في حالة حرب، والهجوم على قاعدة تدريبية في العمق أمر صعب، ونتائجه مؤلمة".

ووصفت تقارير عبرية الهجوم، بأنه الأعنف من لبنان، ويعكف الجيش الصهيوني على التحقيق عن سبب عدم تفعيل صافرات الإنذار في المنطقة المستهدَفة، قبل انفجار المسيّرة.

في الأثناء، واصل العدو الصهيوني عدوانه الجوي على لبنان، حيث شن طيرانه المعادي صباح أمس سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى، وقد شن الطيران المعادي عدة غارات في جنوب لبنان مستهدفًا بلدة الشهابية، كما استهدف في غارات في القطاع الشرقي في منطقة العرقوب، شبعا والهبارية تزامناً مع قصف مدفعي استهدف محيط البلدتين وجبل سدانة. وفي القطاع الأوسط، تعرضت بلدتا عيتا الشعب وراميا لقصف مدفعي مركز استمر نحو الساعة. بينما شن الطّيران الحربي الصهيوني غارةً استهدفت حي المرج في بلدة أنصار، ما أدّى إلى سقوط شهيدَين، وشن الطيران المعادي غارات على منطقة البقاع استهدفت محيط بلدة النبي شيت ومناطق أخرى.

حزب الله بدوره، واصل تنفيذ عملياته المؤثرة في العمق الصهيوني واللافت هو كثافة العمليات وكثرتها مما أربك أوساط العدو، وقد أعلن الإعلام الحربي في حزب الله أمس الاثنين إطلاق صلية صاروخية نوعية على قاعدة "ستيلا ماريس" البحرية شمال غرب حيفا، وأعلن الحزب في بيانين آخرين، استهدافه بصلية صاروخية تجمّعا لِقوّات العدو الصهيوني في اللبونة، وبصليتين صاروخيتين تجمعا آخر في خلة وردة، وكشف الحزب أنه وأثناء محاولة تسلّل قوّة مشاة للعدو إلى الأراضي اللّبنانية من جهة بلدة مركبا، استهدفها ‏مجاهدو المقاومة الإسلاميّة بقذائف المدفعيّة، كما استهدف المجاهدون تحرّكات لقوّات العدو الصهيوني في منطقة اللبونة، بِصلية صاروخيّة. إلى ذلك، أشار النّاطق الرّسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، إلى أنَّ وضع قوّات الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان على مدى الأيّام الأخيرة يثير القلق، خصوصًا بعدما اعتدت القوّات الصهيونية على مواقعها مرّات عدّة في الأيام الثّلاثة الماضية. وأكّد، في تصريح صحفي أنَّ "البعثة، ورغم تعرّضها للاعتداء، قرّرت البقاء لأنّها هنا بناءً على طلب مجلس الأمن".

وفي موازاة ذلك، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس، أنَّ "سلامة طواقم اليونيفيل (قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان) ومواقعها يجب أن تكون مضمونة، ويجب احترام حرمة مباني الأمم المتّحدة في جميع الأوقات"، وشدّد في تصريح له أمس الاثنين، على أنَّ "الهجمات ضدّ جنود حفظ السّلام تنتهك القانون الدولي وقد تشكّل جريمة حرب".