رائحة كبريت

الأولى 2024/10/17
...

 كتب رئيس التحرير :


أمس كانت افتتاحيَّة "الصباح" عن التلوّث البيئيّ الذي يتفاقم في العراق وفي عاصمتنا بغداد على وجه الخصوص، وعن النشاط الحكوميّ والنيابيّ الرامي إلى الحدِّ منه. وتأتي افتتاحيَّة عدد اليوم استكمالاً لما طُرح أمس لأنَّ حملة كبرى أطلقتْ لهذا الغرض بناءً على توجيهات رئيس الوزراء وبمشاركة وزارات عدَّة.

أبرز ملامح هذه الحملة ما وجَّه به وزير الداخليَّة السيّد عبد الأمير الشمريّ من إغلاق لمعامل الطابوق غير الحائزة على إجازة، فأغلب الانبعاثات الملوّثة تأتي من الأساليب البدائيَّة التي تنتهجها هذه المعامل، والسحاب المسموم الذي يتراكم في سماء بغداد ناتج عن حرق الوقود بكميات كبيرة.

رائحة الكبريت التي باتت تملأ هواء العاصمة كلَّ ليلة جرس إنذار يُحذرنا من أنَّ التلوّث وصل إلى مديات بات من الواجب العمل بهمَّة وعجالة للحدِّ منه، فخلال الأيام الماضية أظهرتْ خرائط التقطتها الأقمار الصناعيَّة أنَّ تركيزاً عالياً جداً لغاز ثاني أوكسيد الكاربون يجثم في سماء بغداد.

أغلق أمس أكثر من (400) معمل للطابوق لا تستوفي شروط السلامة البيئيَّة، لكنَّ الخطر لنْ يزول تماماً إنْ لم تكن المعامل ـ حتى المجازة منهاـ بعيدةً عن الأحياء السكنيَّة، وإنْ لم يجرِ البحث عن أماكن لها خارج المدينة لا في مركزها.

الحملة الكبرى لإزالة التلوّث ولمكافحته التي انطلقت أمس واجب وطنيّ، لأنّنا نتحدّث عن حياة ملايين العراقيين وحياة أبنائهم من بعدهم.