كتب رئيس التحرير :
أُجريتْ الانتخابات التشريعيَّة في إقليم كردستان العراق. أُغلق التصويت في السادسة من مساء أمس الأحد وباشرتْ أجهزة العدِّ والفرز عملها بانتظار إعلان النتائج مساء اليوم الاثنين.
يبدو، مما يرشح من أخبار، أنَّ أعداد المقترعين تدعو إلى الاطمئنان على نجاح عمليَّة التصويت، فبحسب المفوضية بلغتْ نسبة المشاركين (72) بالمئة من مجموع من يحقّ لهم التصويت في محافظات الإقليم الأربع. وهي نسبة مشاركة عالية لم يكنْ يتوقعها أحد حتى قبل ساعات من إغلاق الصناديق، ففي ظهيرة أمس كانتْ خرجتْ تقارير متشائمة من قلّة أعداد المصوّتين، وكان التوقّع أنْ تكون النسبة ثلاثين بالمئة فقط. غير أنَّ الأمر تغيّر بالكامل بعد ساعات.
المشاركة الفاعلة من قبل مواطني الإقليم دليل على رغبتهم في تحريك المشهدين السياسي والاقتصادي اللذين أصابهما الركود ليس فقط بسبب تأخر الانتخابات لأربع دورات متتالية، بل بسبب عدد وحجم المسائل العالقة بين الإقليم والعاصمة بغداد، وهي على درجة من الأهميَّة بالنسبة للناس البسطاء لأنها تمسّ معيشهم اليوميّ الذي تأثر كثيراً وكان في مناسبات عدَّة عاملاً في خلق احتجاجات خصوصاً في محافظة السليمانيَّة.
نجاح انتخابات الإقليم سيكون مؤشّراً على قدرة الأحزاب الكبيرة، خصوصاً الحزبين الرئيسين، على الوفاء بوعودهما، لكنه مؤشّر على قدرة الحركات والأحزاب الناشئة "كجبهة الشعب، وحركة التغيير وحركة الجيل الجديد، وتيار الموقف" على مزاحمة ذوي النفوذ التقليديّ في سياسة الإقليم.
مبارك لإقليم كردستان نجاح تنظيم انتخاباته التشريعيَّة بعد انتظار طويل لأنَّ استقرار وازدهار كردستان يعني ازدهاراً واستقراراً لوطننا بأجمعه.