كتب رئيس التحرير:
مع إعلان حزب الله استشهاد السيِّد هاشم صفي الدين، نكون قد وصلنا إلى لحظة مفصليَّة في الحرب العدوانيَّة التي يشنّها الكيان على فلسطين ولبنان. ذلك أنَّ سلسلة الاغتيالات التي طالت قادةً فلسطينيين ولبنانيين كانت تشترك في سمة واحدة وهي أنَّ كلاً منها أتى بالضبط في الوقت الذي يأخذ الحديث عن التهدئة وإيقاف القتال مديات جادّة. ففي ذروة المحادثات غير المباشرة مع حماس استُهدف قائد حماس إسماعيل هنيّة على أرض إيرانيَّة، وعشيَّة الإعلان عن موافقة حزب الله على دخول المفاوضات حدثتْ جريمة اغتيال السيّد نصر الله، ويوم أعلن في القاهرة عن التوصل إلى تبادل جزئيّ للرهائن تمهيداً لمفاوضات أوسع استُهدف الشهيد يحيى السنوار، وقبلها يوم فوَّض حزب الله رئيس مجلس النوّاب اللبناني نبيه بري إدارة أيِّ تفاوض محتمل عمد الكيان إلى قتل السيّد صفي الدين.
لا يحتاج المرء إلى كثير ذكاء ليعرف أنَّ هذه الجرائم الصهيونيَّة لها غرض وحيد يتمثل في إدامة الحرب واستمرار آلة الإبادة الجماعيَّة.
هذه حرب نتنياهو وحده الذي يحظى بتضامن دوليّ أعمى، وهي بالتالي حرب أشخاص يريدون إدارة منسوب شعبيتهم وإبقاءها مرتفعة ولو بالمزيد والمزيد من جثث الأطفال والنساء.
يعرف نتنياهو أكثر من سواه أنَّ من أوضح سمات الحركات المقاومة كونها لا تتأثر كثيراً بموت قادتها، إنْ لمْ يكن العكس تماماً فعند ارتقاء قائد يظهر دائماً إلى المقدّمة جيلٌ جديدٌ يحمل في وجدانه أسماء قادته الشهداء أيقوناتٍ ورموزاً لإكمال المسيرة.