العدوان الصهيوني.. {استعراض باهت} للحفاظ على ماء الوجه
طهران: محمد صالح صدقيان
أعلن الجيش الإيراني مقتل عنصرين من الدفاع الجوي خلال التصدّي للعدوان الذي شنّه الكيان الصهيوني على إيران، فجر أمس السبت، وبينما أكدت الخارجية الإيرانية استخدام كل الإمكانات للدفاع عن الأمة الإيرانية، أدانت دول عربية وإسلامية العدوان الصهيوني محذّرة من أن استمرار حكومة نتنياهو بنهجها الإجرامي الحالي سيجر المنطقة إلى صراع كبير.
وشمل الاعتداء الصهيوني استهداف عدة أماكن في محافظة العاصمة طهران إضافة إلی محافظات كرمانشاه وإيلام وخوزستان .
وقال مقر الدفاع الجوي الإيراني، إن أهدافاً في هذه المحافظات قد استهدفت خلال الاعتداء الصهيوني، دون أن يعطي تفاصيل، لكن الجيش الإيراني قال في بيان إن "اثنين من عناصر الجيش أحدهما برتبة عقيد قد استشهدا في الاعتداء الصهيوني، دون أن يعطي تفاصيل عن محل الاستشهاد لكن معلومات غير رسمية نقلت أنهما استشهدا في مدينة "ماه شهر" الواقعة في محافظة خوزستان".
وأجمعت المصادر الإيرانية الرسمية وغير الرسمية،على أن الاعتداء لم يكن سوی "استعراض باهت" قام به الكيان لحفظ ماء الوجه مقابل الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران في الأول من اكتوبر الجاري علی أهداف في العمق الصهيوني .
ونقل مصدر إيراني رفيع المستوی لـ "الصباح" أن "الاعتداء الصهيوني وإن كان باهتاً لكنه لن يعفي إيران من الرد علی الاعتداء، وأن الرد الإيراني سينفذ آجلاً أم عاجلاً، مشيراً إلی أن هيئة الأركان الإيرانية تأخذ بنظر الاعتبار التصريحات التي أدلی بها مرشد الجمهورية الإسلامية القائد العام للقوات المسلحة آية الله علي الخامنئي في صلاة الجمعة قبل ثلاثة أسابيع "لانتردد في مواجهة أي اعتداء ولانستعجل الرد وأن القوات المسلحة الإيرانية تتصرف بحكمة للحفاظ علی المصالح الحيوية الإيرانية".
وزاد المصدر، أن "الجهات المختصة في هيئة الأركان الإيرانية تقوم بتقييم الاعتداء الصهيوني في الوقت الذي تقوم فيه بتقييم الخيارات المطروحة للرد وفي أي مستوی وبأي حجم وبأي وقت إضافة إلی دراسة وتقييم التطورات في جبهات المواجهة المباشرة في لبنان وغزة".
كما نفى المصدر الإيراني أن "يكون الاعتداء الصهيوني قد استهدف 20 مكاناً داخل الأراضي الإيرانية، مؤكداً أن هذه المعلومات كاذبة ومضللة وتدخل في إطار الحرب النفسية التي يمارسها العدو" مبيناً أن "الاعتداء الباهت" لم ينجح في تحقيق معادلة الردع التي كان يطمح لها (نتنياهو).
وبشأن سؤال عن طبيعة الرد الإيراني قال المصدر، إن هذا الرد سيأخذ بنظر الاعتبار توجيهات المرشد الأعلی إضافة إلی تطورات الأحداث في جنوب لبنان وفي بيروت وغزة، لكنه اتهم الولايات المتحدة بدعم الكيان الصهيوني عسكرياً للاعتداء علی دول المنطقة" . ونقلت مصادر عسكرية أن المضادات الأرضية الإيرانية ومنظومات الصواريخ المضادة قد عملت بشكل جيد أجبر طائرات العدو علی عدم الاقتراب من المنشآت الستراتيجية المهمة داخل الأراضي الإيرانية . وعدّت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن إيران تعتبر نفسها محقَّة وملزمة بالدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدوانية الأجنبية، ولديها الحقّ في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي، كما هو منصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وحمَّلت طهران المسؤولية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية ضد الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقية حظر الإبادة الجماعية والقانون الإنساني الدولي، والتي تعدُّ انتهاكاً خطيراً للسلم والأمن الدوليين؛ داعية إلی اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات فورية وعاجلة لوقف الإبادة الجماعية والحرب والعدوان على غزة ولبنان وكبح جماح الترويج للحرب الذي يقوم به الكيان الصهيوني.
وبعد 3 أسابيع من التهديد والوعيد برد "مدمر"، جاء العدوان الصهيوني هزيلاً وضعيفاً ومحدوداً، هو أقرب ما يكون إلى محاولة لحفظ ماء الوجه أمام ضربات المقاومة في فلسطين ولبنان وكذلك الانتقام الإيراني لمقتل القادة، حيث أعلن الاحتلال الصهيوني مهاجمة أهداف عسكرية "بشكل موجّه" في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأظهرت تقارير مصورة، كذب ما ورد في الإعلام الصهيوني عن استهداف مطاري الإمام الخميني ومهر آباد ومنشآت نفطية، ففي نفس الساعة التي كانت وسائل إعلام عبرية تروّج لاستهداف المطارين، نشرت وسائل إعلام إيرانية وغربية تقارير مباشرة من المطارين تظهر الحركة الطبيعية فيهما. وأعلنت هيئة الطيران في إيران استئناف الرحلات الجوية في البلاد، في أعقاب الاعتداء الصهيوني على إيران فجر أمس السبت، وأكدت شرطة المرور الإيرانية أن حركة المرور في طرق البلاد كافة تسير بصورة طبيعية، كذلك، أعلن مصفى طهران أن العدوان الصهيوني لم يستهدف أي منشأة في المصفى، مؤكداً أن عملية الإنتاج تسير بصورة طبيعية.
وأعربت عدد من الدول والجهات العربية والإسلامية عن إدانتها للهجوم الصهيوني على إيران، واعتبرته انتهاكاً لسيادة إيران وتهديداً للاستقرار في المنطقة.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية: "تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية"، وأضاف البيان: "تؤكد المملكة موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها". من جهتها، أعلنت سلطنة عُمان إدانتها القصف الصهيوني على إيران، داعية المجتمع الدولي لوضع حدٍّ لـ"الانتهاكات السافرة" على أراضي دول الجوار الإقليمي، كما دانت وزارة الخارجية الماليزية الهجوم الصهيوني على إيران، مؤكدة أنه يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ويضعف الاستقرار الإقليمي بشدة، وأكدت أن "استمرار الإجراءات الصهيونية يلحق أضراراً جسيمة بأمن واستقرار مستقبل الشرق الأوسط ويدفع المنطقة نحو صراع أوسع".
ودانت دولة الإمارات بشدة الهجوم على إيران وأعربت عن قلقها إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أدانت سوريا الهجوم الصهيوني على إيران واصفة إياه بالعدوان "السافر" وأيدت "حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وحياة مواطنيها"، وعبّرت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبرت هذا العمل انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وخرقاً واضحاً لمبادئ القانون الدولي، وصدرت إدانات مشابهة من الكويت ومصر.
إلى ذلك، قالت الحكومة البريطانية أنها تراقب الوضع في الشرق الأوسط عن كثب على خلفية الضربة الصهيونية الأخيرة لإيران، مشيرة إلى أن التصعيد ليس من مصلحة أحد، فيما أبدت الإدارة الأميركية مخاوفها من تداعيات الضربات الصهيونية على إيران، نافية مشاركتها فيها ومعتبرة أن تلك الضربات "يجب أن تنهي تبادل إطلاق النار".
وبالتزامن مع الاعتداء الصهيوني على إيران، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن شنِّ الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل والأراضي اللبنانية مستهدفاً بعض المواقع العسكرية في المنطقة الجنوبية والوسطى، وأضافت أن "وسائط دفاعنا الجوي تصدّت لصواريخ العدوان وأسقطت عدداً منها".