بغداد: الصباح
صدرت عن منشورات نابو، رواية "مخطوطة فيصل الثالث.. ملك الكوابيس السعيدة" لمحمد غازي الأخرس في 245 صفحة من القطع المتوسط.
وتتناول الرواية عبر سلسلة من الأحداث المتناسقة، عبر شخصية البطل "هوش" وقائع من تاريخ المجتمع العراقي، من دون أن يغفل شكل هذه الشخصية وقدراتها، كما يؤكد الأخرس في بدايتها: "على الرغم من أن كثيراً من الشخصيات الواردة في هذه الرواية حقيقية، وبعض الأحداث التي قامت بها أو شاركت فيها هي من ضمن الحقائق المعروضة في التاريخ، لكن أحداثاً أخرى متضافرة معها هي من بنات الخيال، والنسيج العام للرواية خيالي ولا يهدف لتوثيق حقائق تاريخية". ثم يطبع إهداء يقول فيها "هو الذي لم يرَ شيئاً لذلك لا تذكره البلاد".
يذكر الأخرس في بداية صفحات الرواية: "لا تأخذوا هذا الفصل على محمل الجد. كل ما هناك أنه خطر في ذهن راوي النسخة الانكليزية الحمراء، فدون بعض التفاصيل التي ستختصر هنا. تكمن أهمية الفصل في امكانية تحطيمه بنيان الرواية فيما لو اعتمد كمعطى أساس. وتتأتى خطورته من رسمه لملامح شخصية البطل هوش، فبدلاً من افتراض أنه ذو ملامح ثابتة شكلياً، يظهر في النسخة المنفردة هذه بوصفه ذا ملامح متحولة بحسب الظروف
المحيطة به.
لعل الفكرة مستلهمة من تغيير بعض الحيوانات لألوان جلودها وفقاً للبيئة التي تعيش فيها، أو الفصول التي تمر بها، وهو افتراض شديد الغرابة، ويغري باعتماده لولا أنه يهدد بنسف أهم ركيزة تقوم عليها شخصية هوش، وهي أنها شبيهة بالثور". وقد توزعت صناديق الأشباح عبر صفحات روايته بتسميات مختلفة، منها "صندوق الأشباح.. 14 تموز 1958، صندوق الأشباح .. انسداحة أولى، صندوق الأشباح.. الملا صبر، صندوق الأشباح.. المناحة، صندوق الأشباح.. هل ينفع الحلفان؟، صندوق الأشباح.. فلاش باك، نهاية صندوق
الأشباح".
ويقول الأخرس في روايته وتحديداً في "حكاية سائس": ما إن عبرنا، حتى وصلنا إلى دار كبيرة ذات سياج من الطوف. كانت البوابة الحديدية مشرعة وكأنها تنتظرنا. دخلنا، فوجدنا امرأة في الخمسين تجلس على أريكة صغيرة بغنج، ترتدي فستاناً أبيض مفتوح الصدر وفيه طيات في ذيله. انتهت إلى وجود احمرار في عنقها بدا لي وكأنه ناتج عن محاولة أحد لخنقها. همست حورية في أذني "لاحظ شعرها النحاسي، متى أصبح بهذا اللون؟"، لم أفهم سبب السؤال، بل شغلتني عينا المرأة العسليتان وأنفها المدبب الطويل. قالت حورية "إنها غير ترودبيل، أكيد عرفتها؟".. قلت "لا أعرفها لكنها
تروقني".