مبدعون من ذهب عيار 24

الصفحة الاخيرة 2024/10/30
...

زيد الحلي

 الثقافة العراقية المعاصرة قامت على أسماء ومؤلفات إبداعية جديدة، وهما ركنان متينان وراسخان، ارتكز عليهما المشهد الثقافي والأدبي والشعري والفني في العراق، ويستند اليهما مستقبله، واسم المثقف ومؤلفه، بمثابة الجناحين للطائر، لا يرتفع بواحد منهما، بل يحتاج إلى الاثنين لينهض بهما، ويطير ويحلق في الأجواء الفسيحة.. وهكذا كان الجواهري وعلي جواد الطاهر وجعفر الخياط وبدر شاكر السياب وعلي الوردي و.. و.. فإن إبداع هؤلاء ما زال يحظى بالإعجاب والتقدير، ويلقي العناية والدراسات من قبل النقاد العرب والعالميين، وأولئك الأفذاذ، يغنون القارئ بمؤلفاتهم، لأنهم موسوعة معرفية كاملة في حقول ومجالات كل علم، وثقافة أدبية وشعرية وفنية ومحيطات زاخرة بالمعلومات والعطاء الجديد، المتجدد .. كتاباتهم خيوط حرير تضم أناقة العبارة ؛ وعمق الفكرة، ومن يصاحب أدباء وشعراء تلك الحقب الرائعة من تاريخ العراق ويتنقل بين مؤلفاتهم، يذهب إلى عالم رحب، واسع الآفاق وينقاد بإرادته إلى الأفكار الجديدة والفنون المختلفة، ويغوص معهم في عالم غني بالثقافة والعلوم وروح الشعر؛ إبداعهم كان يتمثل في نظرتهم إلى المألوف بطريقة غير مألوفة.. انهم فعلاً ذهب من عيار 24.
إن الثقافة الحقة مثل الأرض البكر، تحتاج إلى فلاحين أذكياء ونشيطين، فالأشخاص الذين يعتقدون أن كل شيء ممكن هم القادرون وحدهم على الاكتشاف والإبداع .. فكيف الحال إذا كان لدينا فلاحون كسلاء يعتمدون على السهل من المزروعات؟