انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله

قضايا عربية ودولية 2024/10/30
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

يأمل مراقبون أن ينعكس الواقع الميداني الصعب الذي يواجهه الجيش الصهيوني في تعذر تحقيق الحد الأدنى من محاولاته للاجتياح البري لجنوب لبنان، في وقت أعلن فيه حزب الله انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب.
ويواجه الجيش الصهيوني مقاومة عنيفة من قبل حزب الله الذي نجح في قطع الطريق على المحاولات الصهيونية للاجتياح البري لجنوب لبنان، فبرغم تحشيد الكيان الغاصب خمس فرق عسكرية في شريط حدودي لا يتجاوز الـ150 كيلومترا، لم يستطع الجيش الصهيوني تحقيق ما يصبو إليه من التوغل في عمق الجنوب اللبناني، لإبعاد مقاومي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد عن الحدود اللبنانية - الفلسطينيّة نحو 30 كيلومترا، وهنا يعتقد مراقبون بأن هذا الفشل الذريع في تحقيق مسعى الجيش الصهيوني يمكن أن يلقي بظلاله على المسار السياسي المتعثر؛ بفعل تعنت رئيس حكومة الحرب الصهيونية نتنياهو، فما شهدته الأيام الأخيرة من تنظيم ورص للصفوف من قبل حزب الله، قد انعكس على الميدان من خلال زخم ناري غير مسبوق تمثل في تصدٍ شديد في جنوب لبنان للجيش المعادي، فضلًا عن الضربات النوعية في العمق الصّهيوني بالرشقات الصاروخية والطائرات المسيرة.
وضمن هذا المسار التنظيمي للحزب؛ جاء انتخاب الشيخ نعيم قاسم من قبل مجلس شورى الحزب أمينًا عامًا لحزب الله، في رسالة قوية بأن الحزب بات متماسكًا في إكمال المرجعيات المؤسساتية له، بعد أن طالتها عمليات الاغتيال الصهيونية، وجاء في بيان للحزب: "انطلاقاً من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملاً للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده في هذه المهمة الجليلة في قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية".
على الجانب الآخر، زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلًا عن مسؤولين صهاينة، أنّ "مفاوضات وقف الحرب في لبنان وصلت إلى مراحل متقدمة"، موضحة أنّ "هناك مفاوضات جارية بين مسؤولين صهاينة ولبنانيين للتوصل إلى وقف الحرب". وأضافت الصحيفة أنه "إذا لم تنفجر الاتصالات، فسيبدأ الجيش الصهيوني بإعادة الانتشار، والانسحاب من بعض النقاط التي انتهت فيها مهمته داخل أراضي جنوب لبنان، بحيث تغادر معظم القوات الأراضي اللبنانية"، وأكد مسؤولون صهاينة أن "القتال لن يتوقف لغرض المفاوضات، بل بعد التوصل إلى اتفاق نهائي".
غير أن مصدر لبناني ذكر في تصريح صحفي، أنه "لا صحة لكل المعلومات التي نقلتها (يديعوت أحرونوت) بشأن مقترح تسوية بلبنان"، وأضاف المصدر أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية.
ميدانياً، تفيد المعلومات بمحاولات صهيونية جديدة للتقدم بالدبابات باتجاه الحي الجنوبي الشرقي في مدينة الخيام من جهة الوطى، وأن أصوات رشقات رشاشة غزيرة وانفجارات تسمع في المنطقة، بينما يستمر عدوان الغارات الصهيونية العنيفة على لبنان، فقد استهدفت الغارات أمس الثلاثاء بلدة جباع وأدت إلى تدمير 5 مبان وسط البلدة بما فيها مركز للدفاع المدني، كما واصل الطيران الحربي الصهيوني غاراته العنيفة على البقاع، وكانت الحصيلة الأولية للمجزرة التي ارتكبها الاحتلال ليل الاثنين / الثلاثاء في البقاع؛ ارتقاء 67 شهيداً وأكثر من 120 جريحاً معظمهم من النساء
والأطفال.
بدوره، واصل حزب الله أمس الثلاثاء عملياته النوعية في العمق الصّهيوني، إذ قال الحزب: "شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجمات ‏جوية بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على تجمع لآليات العدو الصهيوني في مستعمرة المنارة، وتجمع لجنود العدو في كسارة كفرجلعادي، وتجمع آخر لجنود العدو في مستعمرة زرعيت، وأصابت المسيرات أهدافها بدقة، كما تم استهداف تجمع لجنود العدو في منطقة الحمامص جنوب بلدة الخيام بصلية صاروخية".
وكانت غرفة عمليات حزب الله، قد أعلنت أن "حصيلة خسائر العدوّ وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة الإسلاميّة منذ بدء ما أسماه العدوّ المناورة البريّة في جنوب لبنان، بلغت ما يزيد على 90 قتيلًا وأكثر من 750 جريحًا من ضباط وجنود جيش العدوّ الصهيوني، بالإضافة إلى تدمير 38 دبابة (ميركافا)، و4 جرّافات عسكريّة وآلية هامر وآلية مُدرّعة وناقلة جند، وإسقاط 3 مسيّرات من طراز (هرمز 450) وواحدة من طراز
(هرمز 900)".