هيثم حسن: لا هويّة للتشكيل العراقيّ

الصفحة الاخيرة 2024/10/31
...

 بغداد: الصباح


بدا النحات العراقي المغترب هيثم حسن، غير متفائل بواقع التشكيل العراقي، خلال لقاء أجرته معه الصفحة الأخيرة في جريدة «الصباح».. وقال الفنان حسن: كلا.. لا يشهد التشكيل العراقي، أية عافية الآن، إنما ما زال يراوح، من دون تطور ملحوظ، ولا حتى تطور مستتر، بل يجترُّ نفسه دائرة حول نفسه في مكان واحد.. لا تقدم! مؤكداً: شاعت كثرة الطارئين.. النفعيين.. غير المسؤولين عن رسالة الفن، بل دخلوا الساحة التشكيلية من باب تحقيق مكاسب وإحراز اسم وكنز أموال؛ فإن حصلوا على بغيتهم.. استمروا، وإن لم يلغوا في إثم تدمير الفن من أجل ألف وألفي دولار، لم يصلوا إليها؛ تنكروا للفن والثقافة وعادوا إلى دكاكينهم للمتاجرة بسمعة العراق.

وأضاف: تتضاعف المشكلة بتواطؤ جهات رسمية وشخصيات فنية، كنا ننتظر منها ردع المنتفعين الذين يسيئون إلى تاريخ وأهداف وقوة الفن العراقي، وجدناهم يزيحون الجادين.. المواظبين على حمل رسالة الفن مثل نار بروميثيوس، ولم يفرطوا برفعة العراق، حتى لو جاعوا، يبعدونهم لصالح الطارئين، وخاصة “النسوان”، لافتاً: مؤسسات رفيعة تستقبل أدعياء فن وليسوا فنانين، يدعونهم يمرون ويوفرون فرصاً لهم، ليتهافتوا على المغانم، بالمقابل الفنان الحقيقي يتحرَّج من مزاحمة أحد.. تجوع الحرة ولا تأكل من ثدييها؛ فيتخلف المبدع ويتقدم عليه الفاشل، في زمن غابت خلاله إمكانية التسويق، بتخلّي الجهات المعنية بهذا الشأن عن دورها، حتى بات لا أحد يشتري تمثالاً أو لوحة أو قطعة خزفية أتعبت الأفران إلى أن تزجَّجت، وصارت تحفة لا يقدر جمالها سوى ذوي الذوق الرفيع، وهؤلاء عاجزون عن الاقتناء؛ نتيجة ضيق ذات اليد.

وأفاد هيثم حسن: ليس هناك فن عراقي.. إنه من دون هوية تميزه، بل مجرد كولاج – تلصيق من ثقافات مستعارة.. نبثُّ ولا نستقبل، منوهاً: أؤكد منذ بدايات الفن التشكيلي العراقي يستقبل ولا يبثُّ؛ لذلك ظهر جيل في الستينيات وما تلاها لغاية توقف البعثات الدراسية، في الحرب العراقية الإيرانية، ذهب فنانون للدراسة، وعادوا كل يحمل اتجاهات الفن في الساحات التشكيلية للدول التي درسوا فيها؛ لأنه غادر ساحة صماء.. غير معلّمة بميزة ما، ودرس في مجتمع فني ذي رؤى ثابتة ومتشكلة، فانخرط فيه، وتبلورت شخصيته الفنية من نضج ما درس، وتوضحت شخصية الشهادة التي حملها من ذاك البلد؛ وبالتضافر نشأ تكوين هجين يمثل 

المنابع أكثر من المصب.