بيروت: جبار عودة الخطاط
في ظل حالة الغموض التي تكتنف مآلات السعي لوقف إطلاق النار بين حزب الله والجيش الصهيوني، تدخل المواجهات البرية في جنوب لبنان شهرها الثاني وسط إخفاق لافت من قبل جيش الاحتلال الذي يواجه بمقاومة عنيفة، بينما أعلن حزب الله أمس السبت قصف "قاعدة غليلوت التّابعة لوحدة الاستخبارات العسكريّة 8200 في ضواحي تل أبيب؛ بصلية صاروخيّة نوعيّة"، في حين حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من تحويل لبنان إلى غزة.
وتوعد حزب الله بالمزيد من الصواريخ والمسيّرات الانقضاضية التي تصل إلى أهدافها؛ لتشكل فشلًا لمنظومات القبة الحديدية الصهيونية التي عجزت عن اعتراض مقذوفات حزب الله، وسط انتقادات لاذعة من وسائل إعلامية عبرية بفشل الجيش الصهيوني في الحد من قدرة حزب الله في إطلاق الصواريخ والمسيرات التي وصلت إلى أكثر من 120 كيلو متر في عمق الكيان الغاصب.
في السياق ذكر إعلام العدو ساخراً أنه "أكثر من نصف ساعة من التحليق.. مُسيرات حزب الله تحرج منظومات الدفاع الجوية وتحلق وتخترق الأجواء وتصيب أهدافها". بدورها ذكرت القناة 12 العبرية، أنّ "مسيّرةً سقطت في مصنع في بلدة أخزيف بالجليل الغربي"، فيما كشفت هيئة البث الصهيونية عن "سقوط مسيّرة بشكل مباشر في مصنع شمالي مدينة نهاريا"، وأفادت القناة 13 العبرية، بـ"إطلاق نحو 4 مسيّرات من لبنان باتجاه شمال الكيان الصهيوني، والجيش نجح في اعتراض واحدة"، فيما أعلن موقع "واللا" العبري أنّ "الجيش الصهيوني أطلق صواريخ اعتراضيّة باتجاه مسيّرات تسلّلت إلى خليج حيفا".
وأشارت إذاعة جيش الاحتلال، إلى أنّ "صفّارات الإنذار دوت في أعماق الجليل، قرب قاعدة رمات دافيد الجوّيّة"، بينما أفاد دائرة الإسعاف الصهيوني بإجلاء 19 مصاباً، إثر سقوط صاروخ وإصابته مبنى بشكل مباشر في بلدة الطيرة وسط الأراضي المحتلة، وفي خبر لافت لفتت وسائل إعلام عبرية، إلى "دوي انفجارات في عكا ونهاريا وخليج حيفا وبلدات عدّة في الجليل"، وفي خبر يشي بحجم الإرباك الذي يلف أوساط الجيش الصهيوني أفادت القناة 13 العبرية، عن "إصابة قائد القيادة الشمالية بالجيش أوري غوردين بعد انقلاب مركبة كان بداخلها.
وواصل حزب الله عملياته النوعية المؤثرة في العمق الصهيوني أمس السبت حيث أعلن الحزب في بيان له، قصف قاعدة غليلوت التّابعة لوحدة الاستخبارات العسكريّة 8200 في ضواحي تل أبيب؛ بصلية صاروخيّة نوعيّة، كما أعلن في بيان ثان، قصفه مستعمرة بيريا (شمال مدينة صفد) بصلية صاروخيّة، وكشف الإعلام الحربي للحزب قصف مستعمرات شاعل ودلتون ويسود هامعلاه بصليات صاروخية.
في المقابل، واصل الطيران الحربي الصهيوني عمليات قصفه الشديدة في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية، وقد أغار بعد منتصف اللّيل مستهدفاً منزل عائلة الشهيد فؤاد شكر في بلدة النبي شيت في البقاع، ووفق المعلومات فإن العائلة لم تكن في البيت، بينما أشارت المعلومات إلى غارات معادية في مناطق مختلفة في جنوب لبنان استهدفت بلدات الطيبة، حاريص، كونين والطيري وغيرها، ووثقت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد أكثر من 70 مواطناً وإصابة 126 آخرين في الاعتداءات الصهيونية خلال 24 ساعة.
إلى ذلك، وفي ظل حالة الغموض التي تكتنف مآلات السعي لوقف إطلاق النار بين حزب الله والجيش الصهيوني؛ سادت حالة التشاؤم بعد مغادرة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى واشنطن من دون المرور ببيروت، وهنا يؤكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في تصريح صحفي أمس السبت أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو "رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأميركي إلى لبنان) آموس هوكشتاين"، عاداً أن الحراك السياسي لحل الأزمة "تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية" المقررة بعد غد الثلاثاء، وأشار إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان "رهناً بتطورات الميدان"، مبدياً تخوفه من "تحويل لبنان إلى غزة ثانية".
بدوره، نفى المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين تقرير وكالة "رويترز" التي تتحدث عن مقترح أميركي حول الطلب من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد.
وقال في تصريح تعليقاً على التقرير إن هذا الأمر غير صحيح، وكان قد ذكر مصدر سياسي لبناني كبير ودبلوماسي رفيع عن أن "المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع الكيان في إطار الجهود الرامية لدفع المفاوضات التي تهدف إلى حل الصراع المستمر منذ أكثر من عام".