رئيسٌ للبرلمان

الأولى 2024/11/03
...

 كتب رئيس التحرير:

طوال سنةٍ كاملةٍ كان منصبُ رئيس مجلس النوّاب العراقي شاغراً. سنة غاب فيها التوافقُ فغاب عنها الاتفاق. ولثلاث مرّاتٍ التأم المجلسُ لاختيار رئيسه في جلساتٍ شاب بعضَها التوتّرُ ودفع المنصب واسم صاحبه إلى أفق انتظار طويل. لكنَّ الانتظار انقضى يوم الخميس الماضي حين اختار النوّاب أخيراً رئيساً لهم.
يبدو أنَّ الأزمات الكبرى تُبدِّد الخلافات، ففي غمرة الأزمة التي تطوِّق المنطقة، ومنها العراق، بسبب حرب الإبادة التي يشنّها الصهاينة على فلسطين ولبنان، سيكون مخطئاً من لا يتحسَّس الأخطار التي يأتي بها عدم التوافق على الدولة ككلّ، وسيُخطئ أكثر مَنْ يظنّ أنَّ العمليَّة السياسيَّة ستسير بسلاسة من دون رأسٍ يكون في أعلى الجسد التشريعيّ والرقابيّ.
شكّل الفراغ الطويل في منصب رئاسة البرلمان ضغوطاً كبيرةً على العمليَّة السياسيَّة في العراق، برغم أنَّ إدارة السيّد محسن المندلاوي للبرلمان لمْ تخلقْ فجوةً في عمل المجلس ولمْ تخلقْ تركة ثقيلة للسيّد محمود المشهداني الذي سيباشر عمله من حيث انتهى عمل النائب الأوّل له.
الهدوء والتوافق اللذان اتسمتْ بهما جلسة اختيار السيد المشهداني، دليل على شعور النوّاب بالمسؤوليَّة في ظلِّ جوّ إقليميّ يدعو إلى الحذر والتكاتف، ودليل على أنَّ الملفات التي في عهدة المجلس تستلزم تأجيل كلِّ ما من شأنه إعاقة التوافق.
خطوة ضروريَّة لاستقرار العمليَّة السياسيَّة، وخطوة أشدّ ضرورة لاستكمال إقرار قوانين مهمَّة للغاية ذات جنبات اقتصاديَّة وسياسيَّة ومجتمعيَّة.