استطلاعات للرأي تظهر تقارب الكفة بين هاريس وترامب

قضايا عربية ودولية 2024/11/05
...

 ترجمة وإعداد - أنيس الصفار                                        

تأمل نائبة الرئيس الأميركي "كامالا هاريس" أن تدير حملتها الانتخابية على منصب الرئاسة مثل فريق رياضي منافس يستجمع أقصى اندفاعة له قبل الانطلاق في نهاية الموسم.
تولت هاريس زمام قيادة القائمة الديمقراطية في شهر تموز الماضي في أعقاب انسحاب الرئيس "جو بايدن" من السباق. منذ ذلك الحين عملت هاريس بثبات على قضم نقاط السبق التي أحرزها الرئيس السابق "دونالد ترامب" رغم كل عمليات استطلاع الرأي التي توقعت فوز المرشح الجمهوري وعودته إلى البيت الأبيض.
اليوم تبرز مؤشرات أحدث تشهد بأن المرشحة الديمقراطية قد رفعت سخونة السباق في اللحظة الصحيحة في مسعاها لدحر ترامب. فقبل أيام أظهر استطلاع جديد للرأي أجراه أحد أشد المراكز مصداقية أن هاريس قد تقدمت على ترامب بثلاث نقاط في ولاية أيوا المعروفة بأغلبيتها الجمهورية الطاغية. استطلاع الرأي الجديد هذا، الذي أجرته مؤسسة "سيلزر وشركاه" لصالح "دي موين رجستر أند ميدياكوم" ونشرت نتائجه يوم السبت الماضي، جعلت المحلل المعروف "نيت سلفر" يكتب تحليلاً جديداً على وجه السرعة واصفاً نتيجة الاستطلاع بأنها "صادمة".
في العام 2016 فاز ترامب بولاية أيوا بفارق 9,5 نقطة، وفي العام 2020 أحرز 8,2 نقطة. وكان الرئيس الديمقراطي السابق "باراك أوباما" هو الفائز بولاية أيوا في عامي 2008 و2012.
أما بالنسبة لهاريس فقد عكس الاستطلاع وجود زخم قوي بين النساء والناخبين من كبار السن في أيوا، وربما كان الأمر كذلك أيضاً في ولايات متأرجحة أخرى في عموم البلاد، حيث كشف تقرير"دي موين رجستر" عن أن هاريس قد تقدمت على ترامب بفارق20 نقطة لدى النساء (56 مقابل 36 بالمئة) إلى جانب سبق مذهل بين النساء فوق سن 65 عاماً بنسبة 63 مقابل 28 بالمئة لترامب.
يبدو أيضاً أن الناخبين المستقلين في ولاية أيوا أخذوا يميلون نحو هاريس، حيث فضلت النساء المستقلات هاريس بفارق 28 نقطة رغم ميل الرجال المستقلين نحو ترامب لكن بهامش أصغر.
بيد أن أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة "أي بي سي نيوز/إبسوس" ونشرت نتائجه أمس الاأول الأحد، أظهر أن هاريس قد خسرت النساء البيض بفارق 4 نقاط فقط، وهي مجموعة من الناخبين سبق أن خسرها بايدن أمام ترامب بفارق 11 نقطة في 2020. يظهر استطلاع الرأي أيضاً أن نائبة الرئيس قد خسرت الرجال البيض بفارق 11 نقطة فقط، وهي مجموعة كان بايدن قد خسرها بفارق 23 نقطة في 2020.
علاوة على ذلك تظهر المرشحة الديمقراطية الآن تقدماً على ترامب في جميع الولايات المتأرجحة الحاسمة باستثناء واحدة، وذلك وفقاً لاستطلاع الرأي النهائي الذي أجرته "صحيفة نيويورك تايمز/كيلة سايينا" قبل موعد الانتخابات التي ستجرى اليوم الثلاثاء.
تظهر هذه النتائج التي صدرت يوم الأحد تقدم هاريس في ولايات نيفادا وكارولينا الشمالية ووسكونسن وجورجيا، وتعادل المرشحان في ولايتي بنسلفانيا ومشيغان، مع تقدم ترامب في ولاية أريزونا.
يبدو الآن أن الزخم آخذ بالميلان نحو هاريس منذ آخر جولة استطلاع للرأي أجرتها "تايمز/سايينا" في الولايات المتنازع عليها، وهي ولايات نيفادا وجورجيا وكارولينا الشمالية الثلاث التي كان ترامب متقدماً فيها عليها في الماضي، لكن هاريس هي التي تتقدم عليه الآن.
غير أن النتائج في ولاية بنسلفانيا "الواجبة الفوز" قد تقلِّص الفارق فيها لصالح ترامب. حيث أظهر آخر استطلاع لـ"تايمز/سايينا" للفترة بين 7 و10 تشرين الأول تقدم هاريس بفارق 4 نقاط في هذه الولاية الرئيسية، لكن المرشحين يبدوان شديدي التقارب الآن.
بشكل عام لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى أن الانتخابات الرئاسية للعام 2024 لا تزال تشهد تقارباً، حيث أعطى آخر تحليل لعمليات المسح التي أجراها "مجمع استطلاعات الرأي 538" صدر في يوم الأحد اأن هاريس تتقدم بنقطة واحدة على المستوى الوطني، حيث حصلت على نسبة 47,9 بالمئة من الأصوات مقابل 46,9 بالمئة لترامب. إلا أن "مجمع استطلاعات الرأي 538" يعطي ترامب أفضلية الفوز عموماً بنسبة 53 بالمئة مقابل 47 بالمئة لهاريس.
في الولايات السبع الأشد تنافساً أدلت 55 بالمئة من النساء بأصواتهن لحد الآن في حين شكل الرجال نسبة 45 بالمئة، وفقاً لبيانات جديدة أعلنتها "كاتاليست"، وهي شركة بيانات متناغمة مع القضايا التقدمية.
ذكرت وكالة "أن بي سي نيوز" يوم الخميس أن نتائج التصويت المبكر تظهر أن أكثر من 58 مليون صوت قد وردت بريدياً أو القيت باليد على المستوى الوطني، وكانت النساء تشكل نسبة 54 بالمئة منها بينما مثل الرجال 44 بالمئة.

*غابي وسنانت/عن مجلة نيوزويك