زيد الحلي
بعض الكتابات التي نطالعها في هذا المطبوع او ذاك، نجدها، تشرق وتغرب في فحواها، تميل إلى حيث المصلحة الذاتية، دون وازع مهني، وإدراك يناسب العقل الجمعي للقراء .
إننا نحيا في عصر أقرب إلى الاطلاق منه إلى التحديد، وإلى الإرسال منه إلى القيد… وهذا العصر يبحث عن مخاطبي العقل؛ لاعمّن يكتب سهل الكلام وتكرار سفسطة المقولات الجاهزة والتي تكثر في صحافة الكاتب الواحد والقارئ الواحد.. فالكتابة والفكرة لا تكونان صادقة دون اطمئنان نفسي ووثوق عقلي .
إن الكتابة عن الحرية والمساواة والعدل والديمقراطية و.. و.. بدأت مع بدء تعلم القراءة والكتابة، وهنا، أنا لا أبخس حق من جاء بنظرية إنسانيّة مبتكرة، او كتب معالجات جديدة تخدم البشريّة، لكني أتحدث عمّن يكتب في شأن يدعو الناس إليه، بينما هو لا يمارسه، فالكلمة الصادقة والكتابة بمهنية هي ما تميز صاحبها حينما تتجسد على الواقع..
كم نحتاج إلى كتابات صادقة منبعثة من الروح، متفاعلة مع قضايا المجتمع والإنسان ومشاعره، كي تسمعها العقول التي تتلقاها وتفهمها وتستثمرها لفائدتها ولمصلحة الإنسان، فبعض من يكتب، لا يفرّق بين الكتابة الجميلة والكتابة الصّادقة. الصدق يصنع من القارئ شخصاً قوياً، ويبعده عن نقاط ضعفه.. وهذا ما نحتاجه، لكن الأمر يكون جميلا أن ترافق صدق الكلام مع الحرف الدافئ والرشيق فذلك يدهش القارئ لحظة القراءة.. وهنا استذكر مقولة الفيلسوف فريدريك نيتشه ( الكتابة الصادقة، تجعل القارئ صادقاً)!