علي حنون
الفلسفة التي تَسير عليها إدارة منظومة كرة القدم، ولاسيما في اعتمادها على الوجوه المُحترفة لتمثيل المنتخب الوطني في الاستحقاقات الخارجيَّة فيها جزئيَّة مهمَّة من الصواب، ولكنها- يقيناً- لا يُمكن أنْ تبلغ بنا ضفّة الاستدامة من حيث إمكانيَّة الاستعانة باستمرارٍ بالوجوه المُتمكّنة طالما لأننا سنصل في وقتٍ من الأوقات، إلى شاطئ نضوب تلك الدماء وأيضاً مع استمرار عمليَّة فشلٍ ملموسةٍ في جانب تخلّي الأندية عن شراكتها في إيجاد المواهب والسعي للاعتماد على الفئات السنيَّة، التي كانتْ في ما مضى تُمثل الرافد الأساسي للمنتخبات الوطنيَّة، وأيضاً مع اتباع تلك الأندية في تعاطيها مع عمليَّة بناء فرقها، سياسة الاعتماد على اللاعب الجاهز.
ومن الأجدى أنْ يدفعنا هذا الأمر إلى الركون لاستراتيجيَّة ترسم لنا خارطة طريق تُمكّن مواهبنا وتعمل على تأسيسها بالصورة الصحيحة لنضمن استدامة في تعزيز منتخباتنا الوطنيَّة ولاسيما الوطني الأول بالدماء الجديدة وهي فاصلة نرى فيها الخطوة الأهمَّ طالما أنَّ أغلب الأسماء المُتواجدة حالياً لم تصل إلى الاحترافيَّة، التي تجعلها إضافة كبيرةً في تشكيلة الأسود، فضلاً عن أنَّ اللاعب المحلي وفي ظلِّ هذه الأجواء لن يجد الظروف المواتية، التي تُيسّر أمره وتجعله قادراً على تقديم المستوى الأفضل، وهذه الحالة تُحتّم على إدارة منظومة كرة القدم اتخاذ القرار الأجدى والأنجع من أجل ضمان مُستقبل كرتنا الوطنيَّة.
ولعلها تكون المُبادرة، التي نعتقد فيها الحلَّ الأمثل لضمان إصابة هذه الغاية، هي ابتعاث مواهبنا- كما فعلتْ عديد البلدان- إلى الدول التي لها حضورها العالمي في كرة القدم من خلال عقد اتفاقيات مع اتحادات وأندية أوروبيَّة لاحتضان صغارنا وإشراكهم في المسابقات لتمكينهم والأخذ بقدراتهم وتطويرها وعندها سنضمن في حال اعتمدنا هذه السياسة، مستقبلاً مُستداماً لكرتنا الوطنيَّة وجعلها حاضرةً في كلِّ استحقاقٍ بعناصر مُتمكنة وبالنتيجة فإنَّ الفائدة ستكون أفضل وأجدى من الرؤية، التي تتبعها منظومة كرة القدم حالياً، وعندها، سنجد لاعبين عراقيين يتواجدون في أفضل المسابقات الأوروبيَّة.