بيروت: جبار عودة الخطاط
عادت مؤشرات الحراك الدبلوماسي لوضع حدٍّ للحرب الدائرة بين الكيان الصهيوني وحزب الله بالارتفاع إلى حدٍّ ما، وتفيد المعلومات بأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيحط رحاله في بيروت خلال أيام، بينما بدا رئيس الحكومة اللبنانية في حالة تفاؤل حذر؛ في وقت أعلن فيه حزب الله استهدافه قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصليةٍ صاروخية.
ووفقاً للمعلومات المتداولة في بيروت أمس السبت، فإن زيارة جديدة للبنان يقوم بها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان خلال أيام، وستكون رحلته مباشرة من واشنطن في مهمة لاستكمال مسعى وقف الحرب بين لبنان والكيان الصهيوني، من أجل بلورة صيغة دبلوماسية لإخراج الوضع من عنق الزجاجة المشتعل.
من جانبه، بدا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في حالة تفاؤل حذر، معرباً عن أمله في أن تحمل الأيام المقبلة أخباراً إيجابية على هذا الصعيد، بينما أشار السّكرتير الصّحافي لوزارة الدّفاع الأميركيّة، الجنرال باتريك رايدر، إلى أنّ وزير الدّفاع لويد أوستن أجرى اتصالاً مع وزير الدّفاع الصهيوني الجديد يسرائيل كاتس، أكد أوستن خلاله "التزام الولايات المتّحدة بترتيب دبلوماسي في لبنان، الّذي يسمح للمدنيّين الصهاينة واللّبنانيّين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبَي الحدود"، وشدّد أيضاً على التزام الولايات المتّحدة بتأمين إطلاق سراح جميع الأسرى، بمن في ذلك المواطنون الأميركيّون، والحاجة إلى تحسين الظّروف الإنسانيّة الصّعبة في غزة"، وأكّد أوستن من جديد "التزام الولايات المتّحدة الصّارم بأمن (الكيان الصهيوني)، ودعمه لحقّه في الدّفاع عن نفسه"، على حد تعبير المتحدث باسم "البنتاغون".
بدوره، أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي إلى أنه "إذا توسعت الحرب فلن تقتصر آثارها على غرب آسيا بل ستمتد إلى باقي مناطق العالم"، معتبراً أن "إيران لن تتوانى عن دعم الشعب اللبناني وحق المقاومة"، ولفت عراقجي إلى أن "الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله كان يؤمن بالدبلوماسية إلى جانب المقاومة للحفاظ على السلام والأمن".
إلى ذلك، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله، في بيان له أمس السبت استهداف قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصليةٍ صاروخية، في حين أفادت المعلومات عن إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه مواقع عسكرية صهيونية في الجليل الأعلى، كما أعلن حزب الله قصف مناطق صفد ومستوطنة كريات شمونة بصليات صاروخية.
ومازالت غارات الطيران الحربي الصهيوني تواصل عدوانها على مختلف مناطق لبنان، وكانت للضاحية الجنوبية حصة كبيرة تمثلت في أكثر من 12 غارة منذ ليل أمس الأول الجمعة وحتى ما قبل فجر أمس السبت مستهدفة مواقع مختلفة في الضّاحية منها حارة حريك، برج البراجنة، الجاموس والليلكي، وغيرها، في الأثناء واصل عناصر الدفاع المدني اللبناني جهودهم الصعبة أمس السبت لانتشال المفقودين من تحت ركام الأبنية التي تم قصفها من قبل الطائرات الصهيونية مساء أمس الأول السبت في مدينة صور جنوب لبنان.
في غضون ذلك، غادر وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب صباح أمس السبت بيروت، متوجّهاً إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية - الإسلامية المشتركة، والذي يعقد بناء لطلب لبنان للبحث في العدوان الصهيوني المستمر على الأراضي اللبنانية، ولحشد الدعم للموقف اللبناني بشأن وقف النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701. وينضم الوزير بو حبيب في وقت لاحق إلى الوفد اللبناني الرسمي برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، بعد وصوله إلى الرياض للمشاركة في أعمال القمة يوم غد الاثنين 11 تشرين الثاني 2024.