بغداد : محمد إسماعيل
جدد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الدعوة لإيقاف الحرب الهمجية التي ترتكبها عصابات القتل الصهيونية بحق أهلنا في فلسطين ولبنان. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاحه مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، التي أقيمت تحت شعار (من بغداد الحضارة والإسلام إلى غزة المقاومة ولبنان الجهاد، بالقرآن الكريم النصر والثبات)، وبمشاركة 62 متسابقاً للحفظ والتلاوة، يمثلون 31 دولة عربية وإسلامية.
وفي مستهل الكلمة، رحّب السوداني بالمشاركين في هذه المسابقة الدولية التي تحتضنها العاصمة بغداد، وأشار إلى الدور الريادي للعراق في خدمة القرآن الكريم، ونشرِ منظومته القيمية، التي عززت غرس قيم التسامح والسلام والمحبّة، من دون حساسيةٍ دينيةٍ أو طائفيةٍ أو مذهبية، وتمكن العراقيون خلاله من تجاوز كلِّ التحديات، مؤكداً ضرورة أن نقتدي بهدي القرآن في إشاعة المحبة والحفاظ على وحدة البلد.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة قدمت كلَّ الدعم والرعاية لحفظة وقرّاء القرآن الكريم، ووجهت بفتح قناة خاصة لهم للقبول في الجامعات، وأشرفت على رعاية ودعم المراكزِ القرآنية، وتحفيز المدارس والمعاهد والجامعات على إقامة المحافل القرآنية، وحثِّ الناشئة على حفظه ورعايتهم، ووجه بأن تكون هذه المسابقة تقليداً سنوياً.
وأشار السوداني، في كلمته، إلى ما يجري في المنطقة من جرائم إبادة تُرتكب بحقِّ أهلنا في فلسطين ولبنان، وسط صمتٍ دولي مطبق، مجدداً الدعوة لإيقاف الحرب الهمجية التي ترتكبها عصابات القتل الصهيونية.
يُشار إلى أن المسابقة التي أشرف على تحضيراتها الوقفان الشيعي والسني وتستمر ستة أيام، تضمّ نخبة من المحكّمين الدوليين والمحليين من ذوي الاختصاص، بمجال علوم القرآن، والتحكيم في القراءات والتلاوات والمسابقات القرآنية.
• رسالة خالدة من القرآن الكريم
من جانبه، قال الشيخ أحمد عيسى المعصراوي، شيخ المقارئ العالمية،: إن القرآن الكريم هو رسالة السماء الخالدة، التي أُنزلت على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ليكون معجزة للبشرية إلى يوم الدين. وأشاد بدور العراق الحضاري في نشر القرآن وتطوير علومه، مثمناً المبادرة الكبيرة التي أطلقها رئيس الوزراء السوداني بتنظيم هذه المسابقة التي تُعد نقطة تحول في مسار الاهتمام بالقرآن الكريم في العراق.
وفي سياق متصل، أشار رئيس اللجنة التحضيرية للمسابقة، الدكتور علي رزوقي اللامي، إلى أن هذه المسابقة تمثل حدثاً غير مسبوق في تاريخ العراق، مشيراً إلى أن تواصل العراقيين مع القرآن الكريم هو مصدر قوتهم في مواجهة التحديات، وأداة رئيسية لتعزيز وحدة الأمة الإسلامية. وأوضح أن هذه الفعالية تأتي في وقت حاسم لإعادة العراق إلى مكانته الرائدة في مجال علوم القرآن الكريم.
• تأثير المسابقة في المجتمع
وفي حديثه عن أهمية المسابقة، قال المستشار الإعلامي للمهرجان، طالب أحمد،: إن كل محفل قرآني يُسهم في نشر الوعي القرآني بين أفراد المجتمع، ويؤكد دور القرآن الكريم كمنظومة قيمية تُرسي أسس السلام والتسامح. وأضاف أن المسابقة تعد خطوة مهمة في إعادة العراق إلى موقع الريادة القرآنية، لا سيما بعد أن كانت الدولة العثمانية قد اعتمدت القراءة البغدادية كقراءة رسمية لجميع مستعمراتها.
وأشار أحمد إلى أن جوائز المسابقة تتضمن ثلاث جوائز لكل من الحفظ والتلاوة، بالإضافة إلى جوائز مالية قيمة تبلغ ثلاثة ملايين دينار لكل فائز، بالإضافة إلى شهادة مشاركة ونسخة فاخرة من القرآن الكريم. هذه الجوائز تهدف إلى تحفيز المتسابقين على المزيد من الإبداع والتفوق في تلاوة وحفظ القرآن.
• معايير التحكيم
أما عن معايير التحكيم، فقد أكد الدكتور محمد مهند الخاروف، عضو لجنة التحكيم، أن المسابقة تعتمد على معايير فنية صارمة لتقييم أداء المشاركين، مثل وضوح مخارج الحروف ودقة التلاوة وحسن الأداء الصوتي. وأضاف أن التحكيم يشمل أيضاً تقييم حضور القارئ الروحي وتأثيره في المستمعين، وهو ما يعتبر من السمات الأساسية للقراءة القرآنية المميزة.
• تفاعل المشاركين والدور الفاعل للمسابقة
عبر المشاركون في المسابقة عن تقديرهم لهذه المبادرة الكبيرة. القارئ الموريتاني أحمد العارف أكد أن المسابقة تُسهم في تعزيز الفهم العميق للقرآن الكريم، مشيراً إلى أن العراق يشكل محطة أساسية في مسار الثقافة القرآنية. كما أشار القارئ السوداني أنس محمدين إلى أهمية المسابقة في نشر ثقافة القرآن، مؤكداً أن القرآن الكريم هو رسالة إلهية تصلح لكل زمان ومكان.
وفي تعليق آخر، قال القارئ المغربي ألياس المحياوي : إن القرآن الكريم هو دستور الإنسانية، وهو الكتاب الذي يمكن أن ينظم حياة البشر جميعاً. وأضاف أن المسابقة تمثل فرصة لتعزيز القيم الإنسانية والإيمانية التي يدعو إليها القرآن الكريم.
• توحيد الجهود من أجل القرآن
من جانب آخر، عبر الإمام والخطيب العراقي جاسم محمد عبد الله عن سعادته بهذه المسابقة التي تعتبر فرصة للارتقاء بالثقافة القرآنية في العراق والعالم الإسلامي. وأكد أن القرآن الكريم هو مصدر توحيد الأمة الإسلامية ويحثُّ على نبذ الفتن والخلافات بين المسلمين. وذكر أن هذه المسابقة تمثل دعوة حقيقية للعمل من أجل خدمة القرآن الكريم ونشره بين الناس.