برّي: لا حل على حساب لبنان وسيادته

قضايا عربية ودولية 2024/11/13
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط

بينما تروّج وسائل الإعلام العبريَّة والغربيَّة لمساراتٍ جديدة تضعُ شروطاً صهيونيَّة لوقف العدوان على لبنان، رفض رئيس مجلس النواب نبيه برّي تلك الاطروحات بقوله: "هل من عاقل يعتقد أنَّ لبنان سيوافق على تسوية تحققُ مصلحة الكيان الصهيوني على حساب سيادته؟"، وفي وقتٍ دكّت صواريخ حزب الله ومسيراته مواقع الاحتلال في حيفا وعكا والجليل، جدد الكيان الصهيوني غاراته العنيفة صباح أمس الثلاثاء على الضاحية الجنوبيَّة ببيروت.
وذكر بري في حديثٍ صحفي أمس الثلاثاء، أنَّه "في أيلول الماضي طرح الفرنسيون مبادرة مشى فيها الأميركيون ووقعت عليها مجموعة كبيرة من الدول، وتمَّ إطلاقها على شكل نداءٍ لإنهاء الحرب، والجميع استجابوا لهذا النداء باستثناء الكيان الصهيوني الذي نسف هذا المسعى"، مشيراً إلى أنَّ "هذا النداء أصبح وراءنا ولا عودة له، إذ إنَّ المطلوب هو وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرفٍ زائدٍ أو حرفٍ ناقص. وهذا ما اتفقنا عليه مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين".
كما سأل بري: "عن أي انتصارٍ يتحدث الصهاينة، هل انتصروا في غزة، 13 شهراً من الحرب على القطاع، ولم يتمكنوا من إعادة الأسرى، ولم يتمكنوا من حماس، بالعكس فإنَّ حماس ما زالت تقاتل وتقاوم بشراسة، والأسرى الصهاينة لا يزالون لديها. وفي لبنان قاموا باغتيالات لقيادات حزب الله ودمروا البيوت وهدموا الأبنية المدنيَّة وقتلوا المدنيين، فهل هذا انتصار، وهل انتصروا على أرض الواقع، وهل مكّنتهم هذه الاغتيالات وكل هذا التدمير والقتل من الانتصار؟".
وأضاف: "لقد مضى ما يزيد على 45 يوماً من الحرب على لبنان، ولم يتمكنوا بكل القوة التي استخدموها من أنْ يتقدموا ويثبتوا في أي مكانٍ في القرى اللبنانيَّة المستهدفة، بالعكس يتسللون ومن ثم يهربون، والنتيجة أنهم لم يغيروا في الميدان شيئاً، وهذا الميدان كما هو مؤكدٌ هو الذي يقول كلمته في نهاية المطاف".
وبشأن  ما يُحكى عن قلق الكيان الصهيوني من صدور قرارٍ ضده في مجلس الأمن الدولي، سأل بري: "متى احترم الكيان قرارات مجلس الأمن، ومتى أقام وزناً لها؟، ولو أنه يحترمها ويقلق منها لكان طبق سلسلة القرارات التي صدرت، لا سيما القراران 242 و338، ولكان احترم القرار 1701 الذي خرقه لما يزيد على 30 ألف مرة".
في غضون ذلك، تناولت وسائل إعلام عبريَّة ملف التسوية بين الكيان الصهيوني وحزب الله بوساطة أميركيَّة وغربيَّة، وسلط محللون الضوءَ على تزايد الضغط الدولي على الكيان من أجل إنهاء العمليَّة البريَّة في جنوب لبنان.
ونقلت تصريحات صحفيَّة تفيد بوجود تقدمٍ فعلي نحو اتفاقيَّة تسوية، مشيرة إلى أنَّ المسؤولين الصهاينة يتوقعون اتفاقاً يعدّونه جيداً للكيان، وأكد أنَّ وزير الشؤون الستراتيجيَّة الصهيوني رون ديرمر، في زيارة إلى واشنطن لمناقشة صياغة الاتفاقيَّة وتحديد بنودٍ تتيح للكيان الصهيوني الردَّ عسكرياً إذا تمَّ خرق الاتفاق، بحسب مزاعم صهيونيَّة.
ميدانياً، دوت صفارات الإنذار بشكلٍ متواصلٍ في مناطق مختلفة في شمال الأراضي المحتلة وتحدث الجيش الصهيوني عن رصد عددٍ من المسيرات في المنطقة، وأعلن جيش الاحتلال أنَّ مروحياته تطارد عدداً من المسيرات رصدت في أجواء عكا قادمة من لبنان، وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن انفجار مسيرة قرب مركز جماهيري في نيشر شرق حيفا، كما استهدفت صواريخ ومسيرات حزب الله الجليل الشرقي وكريات شمونة وتموضعات جيش الاحتلال في عدة مناطق.
من جانبٍ آخر، تواصلت الغارات الصهيونيَّة على بلدات عدة في جنوب لبنان والبقاع شرقاً، وقالت وزارة الصحة اللبنانيَّة إنَّ 8 أشخاصٍ استشهدوا وأصيب 14 في غارة استهدفت مبنىً سكنياً يسكنه نازحون من الجنوب في بلدة عين يعقوب في محافظة عكار بشمال البلاد، كما شنَّ طيران الكيان الصهيوني غاراتٍ عنيفة صباح أمس الثلاثاء على الضاحية الجنوبيَّة ببيروت.