بيروت/ غفران المشهداني
هناك الكثير من المطلقات صغيرات السن اللاتي يمتنعن عن الزواج خشية فقدان حضانة أطفالهن في مجتمعاتنا العربية، حيث ان القانون يقف ضدهن حينما يفرض عليهن التخلي عنهم للاب المطلق وذلك فيه نوع من التمييز، لان الحق يعطى للرجل بأن يتزوج بأخرى ويحتفظ بحضانة أطفاله بعد الطلاق وهي تحرم من ذلك الحق المنصوص بقوانين وشروط تخدم الزوج المطلق فقط.
سوء المعاملة
تشير المغتربة سناء مؤيد من منطقة الأشرفية وهي مطلقة ولديها طفل واحد :“ لقد تقدم أكثر من رجل للزواج مني لكني رفضت قبوله خوفاً من انتقال حضانة طفلي لأبيه ولا يمكنني أن أضحّي بإبني مقابل الزواج والاستقرار ومن حقّ إبني أن يشعر بالأمان والدفء والحب والحنان وذلك غير موجود وهو بعيد عني لذا اضطررت لرفض فكرة الزواج كليّا.
فيما ترى المواطنة اللبنانية زينب محمد من منطقة الشياّح أنه من المهم أن يبقى الأبناء في كنف أمهم حتى إذا تزوجت برجل آخر، فالأم بمقدورها أن تؤلف بين جميع أبنائها سواء من زوجها الأول أو الثاني، لكن للأسف أسمع عن حالات كثيرة من الإهمال وسوء المعاملة التي يواجهها الأطفال من زوجات آبائهم، وحيث تمارس تفرقة كبيرة من قبل زوجة الأب بين أبنائها وأبناء زوجها، خصوصاً أن المرأة هي المعنية بشؤون التربية في المنزل“ .
فراغ عاطفي
بينما تشير المغتربة المصرية شيماء قحطان وهي أم لطفلين من حارة حريك : “عندما طلقت قبل ثلاثة أعوام كنت في التاسعة عشر من العمر، كنت ومازلت أشعر بأني صغيرة وأني بحاجة إلى وجود رجل بحياتي يملأ الفراغ العاطفي الكبير الذي اعيشه ولكن طليقي فرض شرط عدم الزواج برجل آخر ووافق على الاستمرار بالنفقة على أولاده وأنا أعيش حالة حزن ووحدة الان حيث من حقّي شرعا أن أتزوج وابدأ حياة جديدة، ولكن لا يمكنني مجرد التفكير بخسارة حضانة طفليّ فهما حياتي ولا أستطيع العيش بدونهما “.
منوهةً الى أنها تتمنى من جميع بلادنا العربية أن تفكر بمشاعر الأم المطلقة وان تشرّع قوانين لمصلحتها ومصلحة أطفالها فهي إنسان لها مشاعر وكيان ووجود من حقّها أن تعيش حياتها وتتزوج بعد طلاقها مثلما الرجل له الحق في حضانة أطفاله رغم زواجه“
تحمل المشاكل
المغتربة المصرية خلود طه من منطقة فردان ، التي تزوجت منذ 30 عامًا وهي أم مطلقة لخمسة أطفال ، تؤكد بأنها تتحمل مشاكلها المتكررة مع زوجات أخوتها من أجل أطفالها ،مضيفةً”: “أرفض العرسان الذين يتقدمون للزاوج مني لأني أعلم حينها إنني سأخسر حضانة أولادي والى الأبد وللأسف زوجات أخوتي يتمنين ذلك فهن لا يفكرن بمشاعري وحزني إذا فقدت حضانة اطفالي فقط المهم ان يتخلصن من وجودنا لذا أصبر وأتحمل الإهانات والمشاكل المتكررة لأجلهم“.
مجتمع شرقي
فيما ترى السائحة العراقية أمل صادق في بيروت :“ للأسف من خلال تجربة أختي المطلقة وهي أم لأربعة أطفال ولأنها تعيش في مجتمع شرقي قررت التمسك بتربية أبنائها على أن تعيش حقها في الزواج برجل آخر “.
مضيفة : “فهي وغيرها ممن تعيش التجربة ذاتها تدرك جيداً النظرة الدونية للرجل الشرقي لها الذي لن يتعامل معها على أنها تتمتع بالحقوق نفسها التي تمنح للزوجة العادية، لذلك تحجم عن فكرة الزواج خوفاً من تعرضها للهجر أو الطلاق بعد مدة وجيزة مع خسارتها المسبقة لحضانة أطفالها لذا تجدينها تفضل أن تبقى مع أطفالها من دون زواج وترضى بنصيبها رغم إنها لاتزال شابة جميلة “ .
رجل غريب
للرجل رأيّ في القضية حيث يرى المواطن اللبناني ياسين قيس من بيروت وهو أب مطلق لديه أربعة أولاد ثلاث منهم بنات يؤكد : “مشاكلي مع زوجتي منذ السنوات الأولى لزواجنا وبعد مرور خمسة عشر عاماً أصبحت لا تطيق العيش معي لأسباب ربما تكون محقة في بعضها ولكني اشترطت عليها ووقعتها على شرطي بأن لا تتزوج برجل آخر والا ستفقد حضانة أولادي ولا انكر أن لها الحق في ان تعيش وتبدأ حياة أخرى فربما انا لم استطع اسعادها ووجدت الرجل الأفضل منّي لكن أنا أب لي ثلاث بنات وأخاف عليهنّ فكيف يمكنني أن أثق برجل غريب يعيش معهن ببيت واحد حتى لو كان هذا الرجل يمدح فيه كل الناس بأخلاقه أنا لن اشعر براحة نفسية لهذا الوضع بتاتاً”
عمر المراهقة
ويضيف: بعد طلاق دام سنتين تقريبا سمعت من ابنتي الصغيرة وهي بعمر سبعة أعوام ان هنالك رجل تناديه بابا يعيش معهم في البيت وبدأت اراقب طليقتي حتى اكتشفت انها متزوجة برجل بعلم أهلها ولكن بالسر وحتى بناتي لقنتهن الأكاذيب لكي يخفين عني الحقيقة وهنا أنا جنّ جنوني وبالقانون سحبت منها الحضانة ، صدقيني انا لست ضد زواج المرأة المطلقة التي لديها أطفال ولكن وضعي خاص ولديّ بنات بعمر المراهقة وأخاف عليهنّ كثيراً لذا على المجتمع ان لا يظلم الرجل بكل شيء أنصفونا في أحكامكن وتلمّسوا لنا الأعذار“.