طهران : محمد صالح صدقيان
يجري مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي اليوم الخميس مباحثات مع كبار المسؤولين في إيران بعدما وصلها مساء الأربعاء تتعلق بتنفيذ آلية للتعاون بين طهران والوكالة المذكورة بشأن البرنامج النووي الإيراني .
ونقلت المصادر أن غروسي سيلتقي في طهران، مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي فضلاً عن الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي الذي قاد المفاوضات النووية عام 2013 والتي توصلت للاتفاق النووي عام 2015. وكان غروسي قد طلب في أيلول الماضي زيارة طهران لمقابلة الرئيس الإيراني الجديد بعد فوزه بالانتخابات لكن الحكومة الإيرانية حددت له تاريخاً آخر بعد استقرار حكومة الرئيس بزشكيان .
وخلال إيجازها الصحفي أمس الأربعاء أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، على الاستخدام السلمي للطاقة النووية في مختلف المجالات بما فيها إنتاج الأدوية والزراعة والصناعة؛ مشيرة إلی زيارة غروسي التي اعتبرتها بأنها تريد الوقوف علی موقف الحكومة الإيرانية وآلية التعاون بين الجانبين . بدوره اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن زيارة غروسي لطهران تأتي في الوقت المناسب، معرباً عن أمله في أن تتوصل هذه الزيارة لآلية مقنعة للجانبين للتعاون بشأن البرنامج النووي الإيراني . ورأی عراقجي، أن سلوك غروسي سلوك إيجابي "ونأمل أن يُسهم هذا السلوك بالتعاون الإيجابي" بين الوكالة الدولية وإيران . ويحرص غروسي في هذه الزيارة للوقوف علی موقف الحكومة الإيرانية الجديدة ويبحث عن إمكانية وضع آلية للتعاون ، خصوصاً أن هذه الوكالة لاتزال تريد التأكد من معرفة أسباب تلوث موقعين غير نوويين بمواد مشعة إضافة إلی مطالبة إيران بالسماح بنصب المزيد من كاميرات المراقبة في المواقع النووية، بالمقابل تصر الوكالة علی التعاطي بتنفيذ قانون الضمانات التابع لها دون الالتزام بمفاد "الاتفاق النووي" الذي وضع قانوناً خاصاً للمراقبة . وفي موضوع غير بعيد؛ أشار عراقجي إلی إن "النسخة الثانية من الضغط الأقصى" ستؤدي إلى "النسخة الثانية من الفشل الأقصى" للولايات المتحدة، ونصح المسؤولين الأميركيين باختبار فكرة "العقلانية القصوى" لأنها تصب في مصلحة الجميع متسائلاً؛ هل تريدون دليلاً؟ كمثال واحد فقط، قارنوا بين وضع البرنامج النووي السلمي الإيراني قبل وبعد ما يسمى بسياسة "الضغط الأقصى" . ودعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لاختبار "العقلانية القصوى" في التعاطي مع إيران لحلِّ المشكلات العالقة .
وقال أمام الصحفيين أمس الأربعاء إنه يجب إدارة الخلافات بين إيران وأميركا من أجل خفض التكاليف والتوترات الناجمة عنها، وعلى الرغم من هذه الخلافات تكون أحياناً أساسية للغاية ولايمكن حلها، إلا أن هناك دائماً قنوات اتصال بين الجانبين.