محمد حمدي
لنْ تكون مباراة منتخبنا الوطني المرتقبة أمام شقيقه العماني في الساعة السابعة مساءً بتوقيت بغداد، اليوم الثلاثاء على مجمّع السلطان قابوس الرياضي ضمن الجولة السادسة من التصفيات الآسيويَّة المؤهِّلة إلى نهائيات كأس العالم (2026)، سهلة بجميع المقاييس كما لا يمكن أنْ تكون نسخة من المباراة السابقة التي شهدتْ تفوّقنا في البصرة، وتكمن صعوبتها كونها تأتي في ظلِّ أجواءٍ مشحونةٍ إلى أبعد الحدود بعد التعادل المخيِّب أمام الأردن الخميس الماضي وما رافق هذه المباراة من حديثٍ جماهيري وإعلامي ورياضي، عبَّر عن تجرّعه مرارة النتيجة بما يفوق الخسارة من جرّاء الظهور الباهت لمنتخبنا والذي لم يكنْ مرضياً على الإطلاق من جميع الجوانب الفنيَّة وحتى تلك المرافقة له من إدارةٍ وإعلامٍ وغير ذلك، ببساطةٍ مباراة وليلة للنسيان
بالمرّة.
نسيان ولكن بتداعيات لا تُمحى إلّا بنتيجةٍ إيجابيَّةٍ اليوم من مسقط ستكون لمصالحة الجمهور أولاً الذي تكفل بمشقة ومصرف الطريق وصولاً إلى سلطنة عُمان بهدف المساندة والدعم وفتح صفحةٍ جديدةٍ للمنافسة نحو التأهّل ولا سيما أننا لا نزال في منتصف الطريق ولنا حظوظ متساوية مع أقرب المنافسين ولا يمكن أنْ نُفرِّط بأيِّ نقطةٍ جديدةٍ، والأكيد أنَّ مدرِّب الفريق كاساس وفريقه ومن خلفه اتحاد الكرة بثقله قد أدركوا أثر وصعوبة ما حصل في البصرة وملفّ الأخطاء المشخّص جيداً، والذي لا يمكن أنْ يكون بعيداً عن تشخيصهم، مباراة مهمَّة جداً ستتفوّق بالتأكيد على مباراة الأردن التي كنا نتصوّرها بسيناريو مغايرٍ تماماً لما حصل، الشيء الأخير الذي لا بد من الإشارة إليه أنَّ جماهيرنا الطيّبة لا تطلب أكثر من تحقيق نتيجةٍ إيجابيَّةٍ بلعبٍ وفنّ يُوازي اسم ومكانة منتخبنا الوطني وظهوره المشرِّف في أوقات الشدائد وسترون أنه مستعد لطيّ صفحة الماضي والبداية من أول السطر، فأحلام كأس العالم والتواجد في ميدانها علامة متميّزة تريد أجيالنا الجديدة تسجيلها في مونديال (2026)، وهي ليستْ ببعيدةٍ عن سهام وأهداف منتخبنا الذي نُدرك جيّداً أنَّ الظهور الأخير في آخر مباراةٍ له لم يكنْ يعكس مستواه الحقيقي على الإطلاق وأنَّ في جعبته ما يسرّنا اليوم
ويستعد لتقديمه.