بيروت : جبار عودة الخطاط
واصل الجيش الصهيوني محاولاته الهادفة للسيطرة على بلدة الخيام الواقعة وسط سهل مرجعيون في جنوب لبنان؛ منذ ليل أمس الأول الجمعة، وحتى ساعة كتابة التقرير أمس السبت، بينما يواصل حزب الله التّصدي لمحاولات التوغل المعادية في البلدة؛ حيث تدور اشتباكات بالأسلحة المختلفة، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على البلدات المحيطة بها؛ من الماري إلى حلتا وكفر شوبا، في وقت تشير فيه المعلومات لمخرجات إيجابية لحراك الموفد الأميركي هوكشتاين لإنضاج اتفاق التسوية السياسية.
وفي آخر مستجدات الحراك الدبلوماسي للموفد الأميركي آموس هوكشتاين؛ الذي غادر تل أبيب في إطار مهمته لبلورة الاتفاق السياسي لوضع حد للحرب الطاحنة بين الكيان الصهيوني ولبنان، تفيد المعلومات بأن هوكشتاين أعاد التواصل مع المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فور وصوله إلى واشنطن ونقل له أجواء إيجابية عن مهمته في تل أبيب، ما يعني أن الاتفاق قطع أشواطا جيدة، والأمور تقدمت لكنها تبقى مرهونة بالخواتيم، ووفقًا لمصدر إعلامي في لبنان؛ فإن الاتفاق ينحصر في إطار تطبيق القرار 1701 ولا خروج عن الأطر القانونية، والآليات التنفيذية وسعت أطراف اللجنة الثلاثية لتضم أميركا وفرنسا كما في السابق عند صدور القرار، بينما نقلت (هيئة البث الصهيونية) عن مسؤول أمني، أن المؤسسة الأمنية أوصت بالتوصل لاتفاق مع لبنان، والقرار الآن بيد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو.
وفي موازاة ما يحكى عن تقدم في المسار السياسي؛ تتصاعد وتيرة العدوان الصهيوني على لبنان عبر موجات غاراته العنيفة التي طالت مختلف المناطق اللبنانية، محدثة المزيد من المجازر، فضلاً عن محاولاته المحمومة للسيطرة على بلدة الخيام في سهل مرجعيون في جنوب لبنان، منذ ليل أمس الأول الجمعة، وحتى ساعة كتابة التقرير أمس السبت.
وتفيد المعلومات بارتفاع حدة الاشتباكات في الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية لبلدة الخيام، في وقت شن فيه حزب الله هجومًا بسرب من المسيرات الانقضاضيّة على تجمعات العدو في بلدة الخيام، إذ أشارت قناة "المنار" إلى أنه في أكبر هجوم بالمسيرات الانقضاضية منذ بداية المواجهات، دكت 28 مسيرة انقضاضية تجمعات العدو في مدينة الخيام.
وكثف الطيران الحربي الصهيوني غاراته على الخيام، وقصفت مدفعيته وسط البلدة وأطرافها بالقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة، وليل أمس أطلق العدو القذائف الفوسفورية على منطقة الجلاحية شمال البلدة، وترددت أصوات إطلاق النار من دون توقف في البلدة.
كما ذكرت الأنباء اندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر حزب الله وقوات الاحتلال الصهيوني عند مثلث مارون الراس - عيناتا - بنت جبيل جنوبي لبنان. وفي القطاع الغربي للجنوب حاولت قوة صهيونية التقدّم من شمع باتجاه منطقة البياضة، وتصدى لها عناصر حزب الله بقوة وأوقعوا فيها خسائر كبيرة.
في الأثناء، أعلن حزب الله في بيان له أمس السبت، أنه تم استهداف دبابة "ميركافا" في بلدة الجبين بصاروخٍ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، وأعلن استهدافه مستوطنة كريات شمونة، بصليةٍ صاروخية.
في السياق، شن الطيران الحربي الصهيوني غارة عنيفة، استهدفت مبنى في شارع فتح الله في منطقة البسطة الفوقا في العاصمة بيروت، وتسببت الغارة العنيفة بإحداث حفرة بعمق 8 أمتار في مكان العمارة المؤلفة من 8 طوابق والتي تم تسويتها في الأرض، وما زالت عملية رفع الأنقاض والبحث عن أشلاء الضحايا مستمرة منذ فجر أمس السبت، وقد خلفت الغارة العديد من الشهداء والجرحى ودمارًا هائلا في المنطقة، هذا وتجددت الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس السبت، وفي الجنوب واصل الطيران المعادي غاراته على عدة بلدات.
إلى ذلك، نعت وزارة الصحة العامة مدير مستشفى دار الأمل الجامعي "علي ركان علام" الذي سقط ومعه ستة من رفاقه العاملين في المستشفى شهداء في عدوان صهيوني غادر.