خالد جاسم
كلّما اقتربت المسافة من خطّ البداية لانطلاق العرس الكروي الخليجي الـ(26) في الكويت تزداد التصريحات وتتنوَّع لغة الكلام بخصوص حظوظ المنتخبات الخليجيَّة الثمانية التي تُصارع على اللقب الكبير الذي ما زال يُشكّل الحصول عليه ليس مجرَّد تحدّ كبيرٍ ترسَّخ في نفوس القائمين على تلك المنتخبات وهو تحدّ تجد صداه وحقيقته لدى الشيوخ في الخليج الذين تعتمل في دواخلهم معالم التحدّي الحقيقي، وكل منهم يريد الظفر بالكأس الأثيرة وكأنها كأس العالم إنْ لمْ أبالغ فأقول إنَّ الكأس الخليجيَّة لدى هؤلاء الشيوخ قد تزيد قيمتها الاعتباريَّة على قيمة الفوز بكأس العالم لأسبابٍ لامجال لذكرها الآن كما أنَّ المنافسة على اللقب الإقليميّ هذا قد منح المسابقة الخليجيَّة أبعاداً خاصَّة وأضفى عليها إثارةً وسخونة قد لا تتوفر في غيرها من البطولات.
ومن هنا تأتي الأهميَّة الكبيرة التي تمنحها منتخبات الخليج لهذه الدورة برغم أنها عانتْ طويلاً في بلوغ الشرعيَّة الدوليَّة واكتسابها الاعتراف الدولي من السلطة الكرويَّة الأعلى في العالم، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي ظلَّ مصِرّاً ولسنواتٍ كثيرةٍ ونتيجة عوامل ذاتيَّةٍ ضاغطةٍ وتأثيراتٍ وتداخلاتٍ أخرى على عدم الاعتراف بالبطولة الخليجيَّة.
هذه الثوابت الراسخة في التاريخ الكروي الخليجي الذي تُلخّصه في أدقِّ معانيه وأبرز حوادثه وأهمّ منجزاته بطولة الخليج ما كانتْ أنْ تأخذ كلَّ هذا الحجم وقبل أنْ تكون المنعطف الحقيقي في تحوّلات وانتقالات الكرة الخليجيَّة نحو فضاء التطوّر والنهضة الصريحة لولا الكرة العراقيَّة التي منحت الدورة الكرويَّة الخليجيَّة ألقها الجديد وألبستْها ثوبها المثير ومنحتْها إثارةً ممتعة وحرارةً قويَّة لا تدانيها إلّا حرارة رمال الصحراء الشاسعة في الخليج التي سرعان ما استُثمرتْ لتتحوَّل إلى واحاتٍ عصريَّةٍ تتمثل فيها معالم المدنيَّة الحديثة ومنها الملاعب والمنشآت الرياضيَّة العملاقة التي كانتْ بطولة الخليج دافعاً أساسياً وراء تشييدها لتُضاهي مثيلاتها في بلدان الحضارة والنهضة الرياضيَّة في أوروبا وغيرها.
وحتى الآن لا يزال المحللون بل وحتى المؤرِّخون يعدّون البطولة الخليجيَّة الرابعة في الدوحة عام (1976) الدورة الخليجيَّة الأجمل والأقوى وهي التي شهدت المشاركة العراقيَّة الأولى التي منحت الدورة الإقليميَّة شكلها المثير وهويتها الجديدة.
وعوداً على ذي بدءٍ ورغم اختلاف مقادير تصريحات المتابعين والنقاد بشأن ما سيُشكّله الحضور العراقي في الدورة المقبلة في خليجي (26) إلّا أنَّ الكلَّ متفق على أنَّ أسود الرافدين لا يمكن أنْ يكونوا خارج حلبة التنافس على اللقب أو تصوّر خروجهم من المولد الخليجي السادس والعشرين بلا حمّص.
ما زالت التوقعات لا تُرجِّح منتخباً على آخر ولا سيما أنَّ بطولة الخليج تكاد تكون التوقعات صعبة فيها بعض الشيء بالنظر لتقارب المستويات وحضور عامل المفاجآت غير المحسوبة في مبارياتها إلّا أنَّ القائمين على شؤون منتخبنا الوطني وفي مقدِّمتهم المدير الفني كاساس لم يُطلقوا حتى الآن تصريحاً واحداً يحمل طابعاً تفاؤلياً أو العكس حتى برغم القناعة الراسخة بأنَّ باب المفاجآت في البطولة الخليجيَّة المقبلة مفتوحٌ على مصراعَيْهِ كما نمتلك فسحة أمل ومساحة تفاؤلٍ كبيرةً بما ينتظر منتخبنا الوطني لأنَّ الآمال معقودة على لاعبيه حتى لو كان أولياء الأمر متشائمين.!