محمد حمدي
شكّل تواجد عدد جيد من لاعبي الكرة المحترفين والمغتربين في آن واحد من العراقيين مصدراً مهماً لتعزيز المنتخب بالعناصر الجاهزة لتمثيله على مستوى المنتخب الأول والفئات العمرية بذات الوقت وبصورة خاصة محترفو الدوريات الأوروبية، وخلال السنوات العشر الأخيرة تداولنا أسماء مهمة تناوبت في الدفاع عن ألوان الكرة العراقية وحقق البعض منها تواجداً مهماً وجماهيرية كبيرة بفعل المستوى المتقدم الذي ظهروا عليه، وبحسب مصادر اتحاد الكرة فإنَّ هناك العشرات من اللاعبين في أوروبا من أصول عراقية لم تسلط عليهم الأضواء حتى اليوم وربما ظهروا على الساحة تباعاً، الحقيقة أنَّ هذا الموضوع تعرفه الجماهير العراقية ولديها اطلاع واسع ومتابعة دقيقة للكفاءات العراقية المغتربة بكرة القدم فقط دون غيرها، وأنَّ تواجد البعض بلعبة وأخرى فهو لا يعدو كونه إطلالة خجولة لا توازي الجواهر العراقية المكنونة هناك ولم يتم اكتشافها بعد بألعاب فردية وجماعية كثيرة وعلى مستوى الرجال والنساء معاً.
منذ بضع سنوات وأثناء تواجدي في بطولة عالمية للعبة فردية فوجئت من ترديد أسماء عراقية خالصة تمثل منتخب فنلندا للشباب وعند الاستقصاء عنهم تبين أنهم من محافظة المثنى ونجحوا في رفع تصنيف فنلندا بهذه اللعبة إلى مصاف الأربعة الكبار في القارة العجوز، هذه الحادثة دفعتني إلى الغوص أكثر في مجال البحث عن الكفاءات العراقية المحترفة في أوروبا بأنواع الألعاب الأولمبية وتواصلت مع أحد الرياضيين العراقيين الناشطين هناك ويقيم في سويسرا منذ عشرين سنة وطرح لي عشرات الأسماء بألعاب المصارعة والملاكمة والسباحة وألعاب القوى والدراجات وغيرها، معرباً عن استغرابه من نشاط اتحاد الكرة مع المغتربين العراقيين وإهمال بقية الاتحادات لهم في الوقت الذي نلهث فيه للحصول على ميدالية أولمبية تفك العزلة عن ميدالية المرحوم عبد الواحد عزيز منذ ستينيات القرن المنصرم.
إنَّ انتقال اللاعبين من أوروبا إلى العراق بمختلف الألعاب سيعود بفائدة كبيرة على المنتخبات الوطنية أولاً، والأندية والبطولات المحلية ثانياً، لأنَّ اللاعبين المحترفين سينسجمون مع طبيعة اللاعبين العراقيين، وسيكونون أقرب إلى الجمهور، والفائدة الأهم أنهم سيوفرون الجهد والمال للإعداد ومن المؤكد أنَّ عدداً لا بأس به منهم سيصبحون سريعاً مشاريع جاهزة لنيل الميداليات الأولمبية مع عدم وجود عائق لانضمامهم وسرعة التحرك لإصدار أوراق عراقية ثبوتية لهم.