المباني التراثية في بغداد تحت رحمة المعاول

الأولى 2024/12/03
...

 بغداد: بشير خزعل وسرور العلي

في قلب شارع الرشيد وسط بغداد، حيث يختلط عبق التاريخ مع صخب الحياة اليومية، يقف الستيني إبراهيم حسين أمام المبنى العتيق لمصرف الرافدين، الذي بدأ رحلة الهدم المثيرة للجدل. هذا المعلم المعماري، الذي صممه البريطاني فيليب هيرست في خمسينيات القرن الماضي، كان شاهداً على ميلاد بغداد الحديثة، لكن الزمن لم يرحم جدرانه التي بدأت تتداعى تحت وطأة التآكل.
علي داود، صاحب محل في الشارع، يصف هذا المبنى بأنه أكثر من مجرد حجر وأسمنت، بل كان رمزاً حياً لروح بغداد. أما بتول سعد، من السكان المحليين، فترى في الهدم خلاصاً من عبء المبنى الذي أصبح يشكل تهديداً للسلامة العامة، داعية إلى استبداله بمشروع حديث يتناسب مع تطور المدينة.
لكن هل يعد الهدم هو الحل الوحيد للمباني التاريخية في بغداد؟ الجواب ربما لا. فهناك العديد من المواقع التي تقاوم الزمن، مثل سوق هرج الذي يحتفظ في زواياه بذكريات من العهد العباسي، وكنوز من التاريخ تروي قصص بغداد القديمة.
وفي معركة بين ماضي بغداد العريق وحاضرها المعماري المتسارع، يبرز السؤال الأهم: هل ستنجح بغداد في الحفاظ على هويتها بين ضغوط التحديث والتطوير العمراني؟.