سلطان الخطيب . . شغف مبكِّر بالأوبرا والموسيقى الكلاسيكيَّة
حاوره: عدنان حسين أحمد
حاوره: عدنان حسين أحمد
كنت اتمنى على المايسترو سلطان الخطيب أن يُضمِّن هذه المعلومات القيّمة المُعززة بالمصادر والمظان التاريخية في فيلم وثائقي يرصد هذه الجوانب الفنية والثقافية ويحوّلها إلى مستوى الوثيقية التي نحاجج بها الآخرين ونقدّمها لهم كعربون محبة وتواصل مع الآخر الذي يعتقد خطأً بأنه المركز الوهّاج ونحن الأطراف المُنطفئة المجهولة. وبغية إحاطة القارئ الكريم بجانب مهم من هذه المحاضرة ارتأينا أن نقدم هذا الحوار الذي دار بين كاتب هذه السطور الذي أدارَ الأمسية الفنية والثقافية والمايسترو الدكتور سلطان الخطيب.
* هل قادتكَ المُصادفة إلى آلة البيانو وأنتَ في سن السابعة أم أنّ الشكل الخارجي لهذه الآلة الساحرة هو الذي جذبكَ إليها وأغراكَ للتعلّق بها؟
- لا هذا ولا ذاك. كان هذا اختيار الأهل وليس اختياري أنا. أعتقد أنهم شعروا بأنني كنتُ أمتلكُ أذنًا موسيقية. كان خالي الكبير عازفًا للأوبرا وكانت والدتي متأثرة به وتسمع موسيقى كلاسيكية في البيت. كان خالي الثاني، في أثناء العالمية الثانية، مُهندسًا مدنيًا لا يفطر صباحًا لكي يدخّر نقود الفطور ويحضر بها كونسرت. لاحظَ الأهل اهتمامي بسماع الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية. لاحظَ الأهل اهتمامي بسماع الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية، وربما كانت أذني موسيقية لذلك سمحوا لي بدخول مدرسة الموسيقى والباليه. كما كان هناك اختبار لدخول هذه المدرسة ببغداد. كان أساتذة المدرسة هم الذين يختارون الآلة للطالب، وكان هناك فحص لطول الأصابع والنَفَس، وأنا اختاروني على هذا الأساس.
* تقول السرديات الكبرى في البدء كانت الكلمة بينما يقول غالبية الموسيقيين العظام في البدء كان الصوت، وربما يقول التشكيليون في البدء كان اللون فإلى أي كفّة يميل المايسترو سلطان الخطيب؟
- إذا أخذنا الفنون الأوروبية التي مرّت بمراحل علمية تراكمية متعددة مثل عصر النهضة والركوكو والكلاسيك والرومانتيك وغيرها فهي كلها مبنية على علوم وفلسفة من بينها علوم رياضية وعلم الجمال ولكن الجميل في هذه العصور ولحد هذا اليوم أنّ الدول المتطورة فيها حوار بين هذه الفنون. كان بيكاسو ومعه جان كوكتو وغيرهما من الشعراء والأدباء والفنانين يخرجون بفكرة فنية أو فلسفية أو أدبية من هذا الحوار.
* العديد من رؤساء وقادة الدول الكبرى يعزفون على البيانو. ومع أنّ كلمة بيانوفورت تعني "الرقة واللين" إلّا أنّ هؤلاء القادة هم الأكثر إثارة للعنف والحروب والمآسي على وجه الأرض؟
- أعتقد أنّ الآلة هي وسيلة لنقل الموسيقى وليست هي الموسيقى ذاتها. وإذا لم يستطع العازف أن يتعامل مع الموسيقى بالشكل الموسيقي الصحيح فلا تكون موسيقى حقيقية. الآلة هي أداة وعليك أن تعرف كيف تستعملها. أكيد أنّ هؤلاء موسيقيون سيئون لأنهم يمتلكون بداخلهم قوة الشر، ومن المؤكد أنّ موسيقاهم شرّيرة وغير صحيحة. الموسيقي الجيد يجب أن تنعكس موسيقاه في أخلاقه، وهؤلاء نسمّيهم بالمصطلع العراقي آلاتيين وليسوا موسيقيين.
*بوصفك مختصًا بآلة البيانو؛ هل أنّ البيانو هو نسخة مُطوّرة من آلة السنطور الوترية المُشابهة لآلة القانون؟
-أصل البيانو يعود إلى القيثارة السومرية التي تقوم على المفهوم نفسه بالضبط فيما يتعلق بالآلات الوترية. فالصندوق الصوتي في البيانو يتواجد تحت الأوتار، فبدلًا من أن تكون الأوتار عمودية في القيثارة السومرية أصبحت أفقية وصاروا يعزفون عليها برؤوس أصابع اليدين على مفاتيح البيانو ثم تطورت هذه الآلة. أنا أقول إنّ الفضل لكل الآلات الوترية يرجع إلى الصندوق الصوتي، فكل الآلات الوترية لديها صندوق صوتي مثل القانون والجلو والكونترباص وغيرها.
*كيف تقارب بين الفن التجريدي في الرسم والموسيقى بوصفها فنًا تجريديًا خالصًا؟
-الموسيقى هي قمة التجريد وكاندنسكي الذي يعتبر الرائد التجريدي تطرّق إلى اللون ودعا إلى أن يكون بنيانًا قائمًا بذاته مثل النوطة الموسيقية. هناك محاولات لمؤلف روسي سعى إلى تحويل النوطة الموسيقية إلى لون لكن التجريد في الموسيقى يتقبله الشخص العادي لأنه يسمعها كلحن. قد تجعلك الحالة التجريدية تبكي أو تضحك أو تنزعج.
كنت اتمنى على المايسترو سلطان الخطيب أن يُضمِّن هذه المعلومات القيّمة المُعززة بالمصادر والمظان التاريخية في فيلم وثائقي يرصد هذه الجوانب الفنية والثقافية ويحوّلها إلى مستوى الوثيقية التي نحاجج بها الآخرين ونقدّمها لهم كعربون محبة وتواصل مع الآخر الذي يعتقد خطأً بأنه المركز الوهّاج ونحن الأطراف المُنطفئة المجهولة. وبغية إحاطة القارئ الكريم بجانب مهم من هذه المحاضرة ارتأينا أن نقدم هذا الحوار الذي دار بين كاتب هذه السطور الذي أدارَ الأمسية الفنية والثقافية والمايسترو الدكتور سلطان الخطيب.
* هل قادتكَ المُصادفة إلى آلة البيانو وأنتَ في سن السابعة أم أنّ الشكل الخارجي لهذه الآلة الساحرة هو الذي جذبكَ إليها وأغراكَ للتعلّق بها؟
- لا هذا ولا ذاك. كان هذا اختيار الأهل وليس اختياري أنا. أعتقد أنهم شعروا بأنني كنتُ أمتلكُ أذنًا موسيقية. كان خالي الكبير عازفًا للأوبرا وكانت والدتي متأثرة به وتسمع موسيقى كلاسيكية في البيت. كان خالي الثاني، في أثناء العالمية الثانية، مُهندسًا مدنيًا لا يفطر صباحًا لكي يدخّر نقود الفطور ويحضر بها كونسرت. لاحظَ الأهل اهتمامي بسماع الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية. لاحظَ الأهل اهتمامي بسماع الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية، وربما كانت أذني موسيقية لذلك سمحوا لي بدخول مدرسة الموسيقى والباليه. كما كان هناك اختبار لدخول هذه المدرسة ببغداد. كان أساتذة المدرسة هم الذين يختارون الآلة للطالب، وكان هناك فحص لطول الأصابع والنَفَس، وأنا اختاروني على هذا الأساس.
* تقول السرديات الكبرى في البدء كانت الكلمة بينما يقول غالبية الموسيقيين العظام في البدء كان الصوت، وربما يقول التشكيليون في البدء كان اللون فإلى أي كفّة يميل المايسترو سلطان الخطيب؟
- إذا أخذنا الفنون الأوروبية التي مرّت بمراحل علمية تراكمية متعددة مثل عصر النهضة والركوكو والكلاسيك والرومانتيك وغيرها فهي كلها مبنية على علوم وفلسفة من بينها علوم رياضية وعلم الجمال ولكن الجميل في هذه العصور ولحد هذا اليوم أنّ الدول المتطورة فيها حوار بين هذه الفنون. كان بيكاسو ومعه جان كوكتو وغيرهما من الشعراء والأدباء والفنانين يخرجون بفكرة فنية أو فلسفية أو أدبية من هذا الحوار.
* العديد من رؤساء وقادة الدول الكبرى يعزفون على البيانو. ومع أنّ كلمة بيانوفورت تعني "الرقة واللين" إلّا أنّ هؤلاء القادة هم الأكثر إثارة للعنف والحروب والمآسي على وجه الأرض؟
- أعتقد أنّ الآلة هي وسيلة لنقل الموسيقى وليست هي الموسيقى ذاتها. وإذا لم يستطع العازف أن يتعامل مع الموسيقى بالشكل الموسيقي الصحيح فلا تكون موسيقى حقيقية. الآلة هي أداة وعليك أن تعرف كيف تستعملها. أكيد أنّ هؤلاء موسيقيون سيئون لأنهم يمتلكون بداخلهم قوة الشر، ومن المؤكد أنّ موسيقاهم شرّيرة وغير صحيحة. الموسيقي الجيد يجب أن تنعكس موسيقاه في أخلاقه، وهؤلاء نسمّيهم بالمصطلع العراقي آلاتيين وليسوا موسيقيين.
*بوصفك مختصًا بآلة البيانو؛ هل أنّ البيانو هو نسخة مُطوّرة من آلة السنطور الوترية المُشابهة لآلة القانون؟
-أصل البيانو يعود إلى القيثارة السومرية التي تقوم على المفهوم نفسه بالضبط فيما يتعلق بالآلات الوترية. فالصندوق الصوتي في البيانو يتواجد تحت الأوتار، فبدلًا من أن تكون الأوتار عمودية في القيثارة السومرية أصبحت أفقية وصاروا يعزفون عليها برؤوس أصابع اليدين على مفاتيح البيانو ثم تطورت هذه الآلة. أنا أقول إنّ الفضل لكل الآلات الوترية يرجع إلى الصندوق الصوتي، فكل الآلات الوترية لديها صندوق صوتي مثل القانون والجلو والكونترباص وغيرها.
*كيف تقارب بين الفن التجريدي في الرسم والموسيقى بوصفها فنًا تجريديًا خالصًا؟
-الموسيقى هي قمة التجريد وكاندنسكي الذي يعتبر الرائد التجريدي تطرّق إلى اللون ودعا إلى أن يكون بنيانًا قائمًا بذاته مثل النوطة الموسيقية. هناك محاولات لمؤلف روسي سعى إلى تحويل النوطة الموسيقية إلى لون لكن التجريد في الموسيقى يتقبله الشخص العادي لأنه يسمعها كلحن. قد تجعلك الحالة التجريدية تبكي أو تضحك أو تنزعج.